حصري – الرقة تذبح بصمت
عُرف تنظيم داعش بخلاف سواه من التنظيمات الإرهابية, براعة خططه العسكرية ووجود قادة وخبراء عسكريين, جمعوا تجارب التنظيمات المتطرفة حول العالم, في طرق التكييف مع ظروف الحرب ليمنحوا التنظيم تفوقاً في معاركه ,محافظيين على التجدد بالأساليب القتالية.
تجربة الكهوف في جبال افغانستان واليمن, التي منحت تنظيم القاعدة وطالبان تحصيناً ضد هجمات الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية, مفقدة فعالية صواريخ الطيران, لتكون من أكثر الخطط فعالية, حتى باتت من أساسيات اختيار أماكن التحصن لدى التنظيمات, إلا أنّ داعش عجز عن إيجاد مثل تلك التحصينات داخل محافظة الرقة, لحماية قادته من غارات التحالف الدولي فكان لابد من البحث عن خيارٍ بديل .
الأنفاق والتي اتخذها الجيش الحر وسيلة لتحقيق انتصارات واختراق لحصون النظام , ألهمت داعش فكرة تطويرها وتحويلها إلى مقراتٍ تحت الأرض محصنة ضد هجمات الطيران ومخبأ لأسلحة التنظيم وعناصره الأجانب منهم, الذين لطالما اِندلعت خلافات بينهم وبين العناصر السوريين بعد طلب الأول وجود مقراتهم داخل الأحياء السكنية واتخاذ المدنيين درعاً لهم ضد الغارات .
أبو محمد من مدينة الطبقة معتقل سابق لدى التنظيم بتهمة التدخين كشف “للرقة تذبح بصمت” أن التنظيم يأخذ عدد ً من المعتقلين لحفر غرف تحت الأرض محصنة بالحديد والمواد الإسمنتية وبمساحات كبيرة تربط بينها أنفاق .
قال أبو محمد مضيفاً: “أخر تلك المهام التي أديتها قبل الإفراج عني, كانت نقل أثاث أحد المنازل إلى داخل غرف تحت الأرض, ليتم الوصول إليها عن طريق نفق مائل يوصل إليها, وتكون الغرف مخدمة من جميع النواحي حتى المياه .
أبو عبدالله معتقل أخر كانت تهمته التخلف عن الصلاةقال لمراسل الرقة تذبح بصمت : لم يكن جميع العاملين بالحفر وتجهيز الانفاق والغرف من المعتقلين , بل كان هنالك قسم يستأجرهم التنظيم ويدفع لهم مبلغ 2500 ليرة سورية في اليوم الواحد .
ويتابع أبو عبدالله : في بعض الأحيان يأتي عناصر لا يتكلمون اللغة العربية يبدون كمشرفين على العمل ويعطون الأوامر لعناصر التنظيم الذين يأمروننا بدورهم بما يجب ادخاله إلى تلك الغرف .
يذكر أنه وفي وقت سابق , قُتل ما يقارب 20 مدنياً بغارة لطيران التحالف بعد استهداف منطقة الكرين بغارة أدت لمقتل عمال وبعض المعتقلين كانوا يحفرون الأنفاق ويجهزون غرفاً تحت الأرض , إضافة لمقتل عدد كبير من عناصر داعش كانوا متواجدين في المنطقة .