خاص – الرقة تذبح بصمت
سيطرت قوات غرفة عميلتا بركان الفرات على المنطقة الشمالية لمحافظة الرقة منذ منتصف شهر حزيران 2015 والمكونة من وحدات حماية الشعب الكردية وبعض فصائل الحر لكن بعيد تلك السيطرة على الارض بدأت العديد من المليشيات التابعة للوحدات بالظهور تحت مسميات عديدة منها ( الاساييش – الصناديد – ypg- pyd- السوتور….الخ ) من التسميات التي بدأت بفرض هيمنتها على منطقة تل ابيض وسلوك والمنطقة الشرقية لتل ابيض واجزاء من ريف تل ابيض الغربي .
في حين مناطق تواجد الحر المتمثل بلواء ثوار الرقة اقتصرت على منطقة عين عيسى وريفها التي بات يطلق عنها محلياً بين الاهالي بالمقاطعة إذ باتت جزء منفصل عن الريف الشمالي عبر تلك الحواجز الممتدة على طول الطريق لمنطقة تل ابيض .
حواجز متعددة من كافة الألوان والاصناف باتت تسيطر على الطريق الرابط بين المدينة والريف الشمالي , حتى من كانوا بحواجز الدفاع الوطني والذين غابوا عن منطقة تل ابيض لسنوات منذ خروجها عن سيطرة النظام كمثال (جمال اسماعيل حسين الصالح ) احد عناصر حاجز اثرية سابقاً على طريق دمشق والذي قدم عبر القامشلي الى حاجز مدينة تل ابيض وهو من اهالي قرية جاموس التابعة لمدينة سلوك .
ويجد الاهالي صعوبة بالغة في الحركة وتأمين المواد الغذائية والتموينية لهم بسبب منع تلك الحواجز من دخول تل ابيض ويقول مراسل الرقة تذبح بصمت بالمنطقة : حركة الاهالي نحو مدينة تل ابيض كانت صعبة والان باتت شبهه مستحيلة بسبب الحواجز الكثيرة وعمليات الاعتقال التعسفي التي قد يتعرض لها المدنيين على تلك الحواجز .
ويضيف مراسلنا : نضطر إلى الذهاب لتل ابيض لتأمين حاجياتنا الاساسية من خبر وغذاء , بالإضافة إلى اضطرار الأهالي احياناً النوم بإحدى القرى على الطريق بسبب الانتظار الطويل ودخول فترة منع التجوال , مما دفع الأهالي للتعاقد مع مندوبين من القرى لتامين الخبز من تل ابيض والذي يعتبر المادة الوحيدة الرخيصة قياساً ببقية المواد.
أبو عبدالله من الريف الشمالي قال للرقة تذبح بصمت : الخدمات معدومة بالمنطقة الشمالية ونعتمد على توليد الكهرباء عبر المولدات والمياه يتم شرائها بالإضافة الى منع وحدات حماية الشعب الاهالي من الذهاب الى الرقة أو القدوم من الرقة إلى الريف الشمالي وبشكل نهائي لكن هذا الامر تغير خلال اليومين الاخيرين حيث بات بمقدورك الذهاب للرقة لكن يجب عليك (دهن السير) أي يتوجب عليك ان تدفع رشوة لمن يقف على الحاجز ليسمح لك بالمرور الامر الذي غاب عنا منذ زمن .
الاهالي مضطرون للذهاب للرقة من اجل العلاج وتأمين الدواء وبعض المواد التموينية والغذائية حيث هنالك شح كبير بالأدوية بالمنطقة الشمالية عموماً كما أن غالبية المركز الطبية بالمنطقة مغلقة منذ سيطرة الوحدات فإما ان تذهب للرقة او يتوجب عليك مراجعة مدينة راس العين او عين العرب .
وعن الخطر المحيط بالأهالي يقول لنا ابو محمد احد سكان المنطقة : بغض النظر عن عمليات التهجير القسرية لبعض القرى وهدم البيوت فانك بالمنطقة ستكون بمأمن إن لم تكن على ارتباط بالثورة من قريب أو بعيد لأن ذلك سيكون وبالاً عليك فأي شخص له ارتباطات مع الحراك المدني أو المجالس المحلية أو الكتائب السابقة هو مطلوب ومعرض للاعتقال اكثر من غيره الذي لا يمنعه بعده عن الامر في ان يكون مطلوباً للوحدات الكردية .
ويؤكد أبو محمد أن قسم من المطلوبين لدى الوحدات الكردية كتبت بحقهم تقارير كيدية وبعض تلك التقارير قبل عام 2011 والثورة عموماً نتيجة خلافات شخصية .
ويعلق ابو محمد على هذا الأمر قائلاً : إن كنت من مؤيدي النظام فلا خوف عليك لا بل انت ستكون من الاعيان وتسمع لك كلمة ولا فارق كبير بالمعاملة بين وحدات حماية الشعب والجيش الحر فكلاهما ذات الشي في النهب والسلب تحت مسميات عدة منها الدعم أو المساعدة أو الإعارة , فيتم سلب سيارة المرء تحت مسمى الإعارة لفترة لكنك بعدها لن تتمكن من اعادة تلك السيارة .
وفي نظرة عامة عن المنطقة فإن السجون منتشرة بكامل الريف الشمالي ولجميع الاطراف وعمليات الضرب والاعتداء على الموقوفين في تلك السجون متشابهة للغاية والتي تكاد تصل الى مستوى سجون التنظيم والنظام والرشوة عامل مهمل لإطلاق سراح الموقوف.
كل هذه العوامل هي من المسببات الأساسية لأهالي الريف الشمالي لعدم العودة حيث يتواجد قربة 15.000 شخص منهم بتركيا وقربة 120.000 منهم بالرقة المدينة والذين يخشون من تلك الاجراءات والتي حاول التنظيم اقناع الاهالي بها جاهداً لكن القوات المشتركة اقنعتهم خلال الايام الاولى من تواجدهم.
صورة غير مشرقة قدمتها وحدات حماية الشعب الكردية اضافة لكتائب الحر المنضوية تحتهم عن المناطق التي تخرج عن سيطرة التنظيم تدفع الأهالي لعدم التفكير بشكل جدي لإخراج الرقة من سطوة اعتى وابشع انواع التنظيمات المتطرفة التي عرفها التاريخ , والتي يخشى اهلها أن البديل عنه هو الوضع في الشمال.