خاص – الرقة تذبح بصمت
طرح تنظيم داعش خلال الايام الماضية اصدار جديد له على شبكات التواصل الاجتماعي بعنوان (( شروق الخلافة وعودة الدينار الذهبي )) , وبعيداً عن محتوى الاصدار من نظريات وتحليلات التنظيم للنظام العالمي وارتباطه بالدولار , لكن السؤول الابرز هل التنظيم فعلا يبدأ بتلك الخطوة , وهل هي جارية التنفيذ ام انها محض خيال لمغازلة عقول السذج من العامة ومناصريها في العالم ومحاولة جديدة لاستمالتهم للانضمام لصفوفها .
بدراسة طبيعة التعاملات التجارية والاقتصادية لدى التنظيم في مناطق سيطرته بسوريا فإن العملة الرائجة بصورة اساسية لدى العامة هي العملة السوريا يستخدمونها بعمليات البيع والشراء والادخار بصورة بسيطة , ويتعامل بها التنظيم بصورة مباشرة عن طريق جمعه للضرائب والغرامات وغيرها من الامور التي يفرضها التنظيم ويجبيها من الناس والتجار بصورة اساسية , كذلك يتعامل بها التنظيم من خلال معاملاته مع النظام من خلال السماح بمرور القمح المخزن في مناطق سيطرته للنظام بالعملة السورية وكذلك الكهرباء الذي يبيعها التنظيم للنظام ويحرم المدنيين في مناطق سيطرته منها .
لكن على صعيد التعامل بين افراد التنظيم وداخل التنظيم ذاته فإن الدولار هو النقد الوحيد المعمول به , فالتنظيم يدفع مرتبات عناصره ومقاتليه بالدولار , ويشتري ويبيع السلاح بالدولار , يبيع النفط بالدولار ويشتري حاجياته من العربات وخلفها بالدولار , حتى خلال احدى الفترات ارد التنظيم تحويل الغرامات التي يفرضها على العامة بالدولار من حلاقة الذقن وتقصير البنطال ومخالفة المرأة للباس الشرعي .
بمعنى أن التنظيم يعتمد بصورة اساسية على الدولار والذي يعتبر العملة الوحيدة والاساسية المتداولة بمناطق سيطرته بالعراق حيث تغيب هنالك التعاملات المالية بالدينار العراقي بصورة كبيرة مقابل التعامل الشعبي الواسع للدولار
والامر الاخر والذي يعرفه القليل ان تجارة الصرافة داخل مناطق سيطرة التنظيم يتحكم بها بصورة اساسية فهو يرفع ويخفض سعر صرف الدولار بصورة كبيرة من خلال سحبه من الاسواق او طرحه بكميات كبيرة للغاية , وعليه فان التنظيم ومن خلال نظرة بسيطة على مؤسساته تجد انها قائمة على العملة الامريكية ومن الداعمين لها بصورة واخرة فكيف يدعي محاربته لها .
ومن زاوية اخرى فان مناطق سيطرة التنظيم لا تتواجد كميات الذهب والفضة والبروز التي تخول التنظيم استبدال مدخرات العامة بالذهب وغيره فالكميات محدودة وتقتصر على الحلي والذهب لدى الصاغية والتي لا تتجاوز نصف طن في احسن الاحوال في كامل مناطق سيطرته بسوريا والعراق أي لا تتجاوز 125 الف دينار وهي غير كافية للتعاملات التجارية بالعراق وحدها .
حجم وكميات التعاملات التجارية كبيرة للغاية داخل مناطق سيطرة التنظيم تصعب على التنظيم تامين تلك المعادن لصك عملته , وان كل ما يتم الاعلان عنه منذ اكثر من عام من صك العمل هي فقط بعض العمل التي اصدرها التنظيم للدعاية فقط وكقطع تذكارية لا اكثر وللخداع إذ أن قيمة العملة المتداولة ستقارب 15 مليون دولار فقط في سوريا والعراق ولن تستطيع تغطية السوق المحلية بعمليات تجارة الاسلحة والنفط وحدها .
ادعى التنظيم انه سيسعى خلال الفترات القادمة للسيطرة اكثر على ابار النفط ليفرض على العالم شرائه بالذهب ليسكب عملته لكن حقيقة الامر ان التنظيم يسعى من خلال مد نفوذه الى مناطق النفط الى زيادة ثروة التنظيم لتمويل اعمال اجرامية اضافية ومن اجل زيادة مدخراته ومدخرات مقاتليه بعيداً عن العامة الذين يزداد الم بطونهم من الجوع يوميا بعد يوم ويشاهدون دنانير الخليفة الذهبية في الاصدارات فقط .