خاص – الرقة تذبح بصمت
لم تكن كلمات جنيد مجرد حروف على موقع تويتر, بل كانت بمثابة رسائل موجهة لعناصر داعش حول العالم لتلقي الاوامر والتحرك باتجاه الاهداف المطلوبة منهم , ولم يقتصر عملها على ارسال الرسائل المشفرة فقط, بل يعتبر من اكبر ممولي التنظيم عن طريق عمليات الاختراق لحسابات بنكية لمشاهير حول العالم وسحب الاموال منها لصالح التنظيم.
جنيد الحسين أو كما يلقب نفسه أبو حسين البريطاني, من اصول باكستانية, شاب عشريني ينحدر من مدينة برمنجهام البريطانية معتقل سابق اعتقل ٢٠١٢ بعد سرقته معلومات خاصة من الإنترنت وقرصنته لحساب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير .
نشر جنيد في السابق عدة تغريدات سبقت تنفيذ العمليات في اوربا وامريكا , ليتبناها بعد حدوثها بدقائق ويعلن مسؤولية التنظيم عنها كما حدث في 3 أيار/مايو عند الهجوم على معرض للرسوم في تكساس وكشفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أن “أبو حسين” البريطاني هو المسئول بشكل أساسي عن نشر أفكار داعش في موطنه «بريطانيا» وفي كافة الدول الغربية، من خلال نشر الشعارات الجهادية باستمرار على شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي قائلا: “يوما ما سترفرف راية التوحيد فوق شارع داونينج وفوق البيت الأبيض”.
ولم تقتصر مهمة جنيد بنشر فكر داعش في المجتمع الغربي وحسب, بل أوكلت له مهمة تدريب جيش الكتروني من داعش لينفذ مهام جنيد ويوسع من نشاط التنظيم في فضاء الانترنت وكسب موارد جديد للتنظيم, فكانت اول الدروس المعطاة من قبله لمتدربيه الحسابان الرسميان للقيادة المركزية للجيش الأمريكي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وموقع مشاركة الفيديو على الإنترنت “يوتيوب”، يناير 2015، إلى عملية اختراق من قبل مؤيدين لتنظيم “داعش”.
ونشر المخترقون تغريدات على الصفحة الرسمية على تويتر باللغة الإنجليزية تعلن مسؤولية ما أسموه بـ”الخلافة الالكترونية” عن عملية الاختراق وتوجهوا برسائل وعيد للجنود الأمريكان، كما نشروا على الصفحة قائمة تبدو لأسماء قيادات عسكرية أمريكية تشمل أيضا بيانات خاصة بهم. عرف عن جنيد قدرته العالية بالتخفي وتغيير مواقعه والهرب من طيران التحالف , فكان يتنقل بحذر مستخدماً اربع سيارات متشابهة تذهب كل منها باتجاه ولربما لا يكون بها , ولم يكن جنيد يقضي 6 ساعات متواصلة في مكان واحد ويعمد لتغيير امكانه كثيراً ومعظم الاماكن التي كان يرتادها هي سراديب تحت الأرض.
كل هذه الاحتياطات لم تساعد جنيد بالبقاء على قيد الحياة ومواصلة تقديم الخدمات للتنظيم, فقتل بغارة لطيران التحالف يوم امس حين استهدفت مجموعة سيارات قرب كازية “ابو الهيف ” وحسب مانقل مراسل الرقة تذبح بصمت : أن طيران التحالف استهدف سيارة قرب الكازية ادت لمقتل ثلاث اشخاص مرجحاً أن تكون شخصية أحدهم مهمة نتيجة للطوق الامني الذي فرضه التنظيم على المنطقة وكمية العناصر المتجهين للمنطقة.
مراسل الرقة تذبح بصمت ومن خلال متابعته للأمر للاستطلاع اكتشف أن الذي قتل هو جنيد حسين مع اثنين من مرافقيه اللذان كانا يدربهما ويتولان مسؤولية حمايته احدهما اوربي الجنسية.
ولم يعلن التنظيم عن مقتل جنيد حتى هذه اللحظة على الرغم من اهمية جنيد والخدمات التي قدمها لهم اذ تجري احاديث داخل التنظيم ان جنيد استطاع جلب مبالغ مالية كبيرة من خلال عمليات احتيال الكتروني واودعها في خزائن التنظيم, إلا أن كل هذه الخدمات لم تشفع له بالحصول على بيان رسمي ينعي به التنظيم العقل المدبر له.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.