خاص – الرقة تذبح بصمت
اعلنت غرفة بركان الفرات عن بدء العمل العسكري للسيطرة على تل ابيض شمال الرقة نهاية شهر ايار 2015 , وتتألف غرفة بركان الفرات من وحدات حماية الشعب الكردية بالإضافة الى بعض فصائل الحر من لواء ثوار الرقة وفصائل من ريف حلب الشرقي , واستطاعت تلك القوات الحاق الهزيمة بالتنظيم والسيطرة على تل ابيض بمنتصف شهر حزيران 2015 والتي كان لطائرات التحالف الدولي الدور الاكبر بتلك المعركة حيث كبدة قوات تنظيم داعش خسائر كبيرة بالعتاد والجنود .
كل تلك الفترة كانت هنالك انتهاكات من الاطراف العسكرية على الارض اتجاه اهالي المنطقة الشمالية ذو الغالبية العربية المطلقة بكثير من اجزائه حيث يشكل الاكراد نسبة لا تتجاوز 10% من مجموع سكان المنطقة الشمالية وينحسر تواجدهم ببضعة احياء بمدينة عين عيسى وتل ابيض وبعض قرى ريف تل ابيض الغربي .
عملت وحدات حماية الشعب YPG وغيرها من المليشيات التابعة لها بالضغط على الاهالي لإجبارهم على ترك قراهم ومنازلهم من اجل فرض واقع جديد وتغيير ديموغرافي بالمنطقة بالإضافة الى حملات الاعتقال الواسعة ومصادرة المنازل وسرقة الاثاث وغيرها من الاجراءات التعسفية وفترات حضر التجوال والحصار على تلك القرى والبلدات .
الإجراءات القمعية الممارسة من قبل الوحدات ادت إلى نزوح ما يزيد عن 75% من اهالي المنطقة إلى الرقة المدينة بصورة اساسية وقسم اخر باتجاه الاراضي التركيا لان ممارسات الوحدات الكردية على الارض كانت تعسفية وقمعية اكثر من ممارسات تنظيم داعش, ففضل الأهالي الرمد على العمى .
لكن التطور الابرز هو اعلان ما يسمى بمجلس اعيان تل ابيض والتي اشرفت الفصائل العسكرية على تشكيله عن تغيير اسم المجلس المحلي لمدينة تل ابيض الى الادارة الذاتية لتل ابيض والحاق مدينة تل ابيض التابعة ادارياً للرقة الى كنتون عين العرب ” كوباني ” التابع اداريا لمحافظة حلب ممثلةً بذلك انتهاك صارخ بقوانين الإدارة المحلية المعمول بها بسوريا عموماً ومحاولةً منهم لتتبيع المنطقة إلى كنتون عين العرب لتصبح جزء من مشروع الوحدات الرامي إلى ادارة المنطقة الشمالية بما يسمى بغربي كردستان .
تلك الخطوة من وحدات حماية الشعب جاءت من اجل فرض واقع جديد بالجغرافية السورية في ظل ظروف الحرب ليكون ثابتاً مستقبلا عندما تنتهي الازمة كتلك الخطوات التي عمل الاكراد بها ابان الازمة العراقية ومشكلة محافظة كركوك العراقية التي تم اتباعها لإقليم كردستان شمال العراق .
وتعتبر وحدات حماية الشعب الكردية من اهم حلفاء النظام منذ اندلاع الثورة عام 2011 حيث مارست تلك الوحدات دوراً رئيسياً في قمع التظاهرات في المناطق الكردية واعتقلوا كثير من الناشطين الكرد إضافة الى عمليات تصفيات بحق البعض منهم كان اشهرهم المعارض البارز مشعل تمو والذي اشارت اصابع التهام الى وحدات حماية الشعب في عملية اغتياله .
بالإضافة إلى قتال تلك الوحدات بجانب النظام في محافظة الحسكة ومناطق تواجدها والتنسيق الكبير بينهم وبين فروع النظام الامنية والدعم الكبير التي قدمه النظام لها من اسناد جوي ودعم بالذخيرة والعتاد والانسحابات الكبيرة من مناطقهم كونهم يمثلون سلطته ويديرون سلطة النظام بتلك المناطق من سحب للمتخلفين من التجنيد الاجباري ودفع الضرائب لصالح النظام وغيرها من الامور التي تمثل عمق التنسيق بينهم وبين النظام الذي يقتل شعبه .
تأتي هذه التطورات في ظل صمت مطبق على مؤسسات المعارضة السورية من ائتلاف قوة الثورة والمعارضة وكذلك الحكومة المؤقتة الغارقة في نزاعاتها الداخلية في حين ان مشروع التقسيم في الجزيرة السورية قائم على قدم وساق .