خاص – الرقة تذبح بصمت
صعد نظام الأسد من ردة فعله على المتظاهرين المطالبين بإسقاط حكمه مستخدماً كل الوسائل لقمع الاحتجاجات , حتى وصل به الأمر لتجاوز الخط الأحمر الذي رسمه له العالم واستخدامه للسلاح الكيماوي ضد المناطق الخارجة عن سيطرته .
مع استخدام النظام للسلاح الكيماوي منذ قرابة العامين ضد اهالي بلدات غوطة دمشق شكل المجتمع الدولي لجان لتقصي الحقائق واجبروا النظام السوري على تسليم ترسانته من السلاح الكيماوي ليتم اتلافها, لكن النظام لم يتخلى عن تلك الترسانة بشكل نهائي فقسم منها جرى تهريبه كما ذكرت بعض المصادر إلى حزب الله حليف النظام والقسم الاخر تم اخفائه عن اعين المراقبين.
معلومات تم تسريبها لأعضاء الرقة تذبح بصمت تشير إلى أن كميات من غاز الخردل نقلت إلى الرقة من النظام عبر عبوات غاز الكلور المخصصة لتنقية مياه الشرب بالرقة , لينقل التنظيم قسماً منها إلى الجبهات الشرقية في العراق وسوريا .
التقارير الالمانية التي نشرت في وقت سابق اكدت على أن تنظيم داعش قد استخدم غازات سامة في العراق , وكذلك الاخبار التي تم تناقلها ان التنظيم استخدم سلاحاً كيماوياً ضد الاكراد في ريف عين العرب شمال سوريا , واخرها استخدام التنظيم لغاز الخردل وغازات سامة أخرى في ريف حلب الشرقي خلال الايام الماضية .
صورة لأحد الأشخاص بمشفى الدولة بمدينة كلس التركية تظهر اعراض اصابته بالكيماوي بعد قصف مدينة مارع أمس بمواد كيميائية . pic.twitter.com/6xLF3G6r93
— Hamood Al-Mossa (@the_nectar) أغسطس 22, 2015
نقل النظام الكيماوي لداعش جلب مكاسب عدة , إذ استطاع النظام ابعاد الشبهات عنه في انه استخدم السلاح الكيماوي ضد الاهالي في الريف الشمالي والغوطة وان هذه الاسلحة تمتلكها جهات اخرى يقاتلها النظام , و اقناع الراي العام الدولي والعالمي ان الضرورة الملحة حالياً هي قتال التنظيمات المتطرفة والكف عن اسقاطه والاعتراف بمشروعيته من جديد.
وبنقل الكيماوي لداعش , ابقى النظام على هذه المخزونات في الايدي الاكثر اماناً بالنسبة للنظام , حيث يستردها منه متى اراد ويجعل التنظيم يستخدمها ضد اماكن معارضيه من اجل خلق ضغوطات ضد معاديه وتخفيف الضغط عن مناصريه .
إلا أن اكبر المكاسب المرجوة للنظام هو تهديد اعداءه من الاطراف الدولية والاقليمية ” تركيا – الاردن – اسرائيل ” انه في لحظة ما فانه سيأمر باستخدام تلك الاسلحة ضدهم وان التهمة لن تصل اليه مهما حاولوا لان شعاره دائماً هو قتال الجماعات التكفيرية والجهادية التي باتت تملك السلاح الكيماوي.
الهلال الأحمر في الرقة والذي كان مسؤولاً عن استقدام مادة الكلور من اجل معالجة المياه بالمدينة , اوقف التنظيم عمله منذ شهور وسط حيرة الأهالي عن السبب المباشر لهذا القرار , إلا أن الصور باتت واضحة وتزداد عمقاً مظهرة مدى التعاون الغير مباشر بين التنظيم والنظام ومساعدتهم لبعض ضد اعداءهم.