خاص – الرقة تذبح بصمت
في بداية عام ٢٠١٤ ومع سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة وإعلانها عاصمةً لخلافته المزعومة , بدء التنظيم التضييق على المدنيين بقرارته الشبه يومية , لتتحول حياة من يقطن المدينة إلى سجن كبير تطبق فيه أقسى العقوبات , فباتت مظاهر القتل والإعدام مشاهد طبيعية اعتاد الأهالي على مشاهدتها يومياً ، وتتحول حياتهم إلى ما يشبه أفلام هوليوود .
التنظيم استطاع خلال فترة قصيرة جذب أنظار العالم إليه عن طريق البربوغاندا الإعلامية التي كان لها الفضل باستقطاب العديد من المهاجرين الأجانب ذوي الميول الإجرامي إلى منطقة سيطرته , ذلك الشيء الذي عجزت عنه العديد من الجماعات الراديكالية لضعفها في الجانب الإعلامي .
التضخيم الإعلامي الذي اكتسبه التنظيم ساعده في اجتذاب اهتمام الإعلام المقروء والمرئي فكانت أبسط انتهاكاته عبارة عن مادية صحفية دسمة للصحافة العالمية عدا إصدارته التي كانت يُفرغ لها طواقم مختصة لدراسة كل جزء من الثانية من الإصدار.
بعد مرور ما يقارب عامين على وجود التنظيم أخذ بريقه يخفت تدريجياً بعد اعتياد الإعلام على ممارسته كاعتياد الأهالي عليها ، ذلك الشيء كان له تأثير كبير على التنظيم فحاول ابتكار طرق جديدة في التعذيب والإعدامات والتنكيل فمن قتل وصلب وشنق القذف من مبنى شاهق وإعداماً بالسيف والرصاص إلى الحرق والإغراق والصعق بالكهرباء تلك الأساليب الجديدة كان الهدف منها إعادة تصويب الأنظار عليه إضافة لنشره إصدارته بالعديد من اللغات لإيصال أفكاره لأكبر شريحة من المتلقين .
مراسل الرقة تذبح بصمت في مدينة الرقة أفاد أن التنظيم يولي أهمية كبيرة للجانب الإعلامي ويخصصها لها مبالغ هائلة من الأموال إضافة لدعمه الغير محدودة لمؤسسات والمراكز الإعلامية التابعة له كالفرقان والحياة وغيرها ، حيث تضم هذه المكاتب العديد من الخبراء والمختصين في مجال التصوير والإخراج السينمائي إضافة لاستعانته بخبراء متواجدين في بعض الدول الأوروبية والعربية لتكون إصدارته عبارة عن أفلام أكشن أفكارها مستوحاة من الخيال ولكنها تطبق على أرض الواقع .
واشار مراسلنا لامتلاك التنظيم عدة صالات وأقبية ومسارح مخصصة لتصوير الإصدارات إضافة لاستعانة التنظيم بمختصين نفسيين لدراسة الحالة النفسية للشخص الذي سيتم إعدامه لاتخاذ الاجراءات الأنسب للحصول على أفضل إصدار .
المختصون يعتمد في عملهم على إقناع الشخص الذي سيتم إعدامه بأن ما يجري هو عبارة عن مشهد تمثيلي سيتم تصويره وبثه وأنهم سيقومون بإطلاق سراحه بعد الوصول إلى المقطع المناسب ، فيكون الخوف ملازم للشخص الذي سيتم اعدامه للمرة الأولى والثانية والثالثة حتى يعتاد على المشهد وقد يكرر التنظيم ذلك المشهد لأكثر من ثلاثين مرة حتى يتأكد الشخص أنها مجرد تمثيلية لا أكثر فتراه في مشهد الإعدام الحقيقي بارد الأعصاب هادئ ومجرد من مشاعر الخوف يؤدي المشهد بأفضل ما لديه للعودة إلى زنزانته بانتظار تكرار المشهد مجدداً.
في يوم التنفيذ يُفاجئ بأن المشهد التمثيلي أصبح حقيقة لتفارق روحه جسده ويكون التنظيم قد حصل على أفضل مقطع مصور ، تلك الأساليب والاحترافية في التصوير تهدف أيضاً لزرع الخوف والرعب في داخل كل من تخول له نفسه محاربة التنظيم فيبقى ما يشغل تفكيره وما يدندن على لسانه في حال وقعت أسيراً بين يدي التنظيم ، ما هي طريقة الإعدام التي ستكون بانتظاري ، ليصبح التنظيم كابوس حالك السواد بانتظار شمس الحرية التي ستحول ذلك الكابوس إلى حلمٍ أبيض .