خاص – الرقة تذبح بصمت
منذ سيطرة تنظيم داعش على الرقة اوائل 2014 عمل على صبغ المحافظة بالأسود واضفاء طابع عام على المحافظة خاص بها , مع بحثهم على موارد وسبل شتى لاستغلال المواطنين فيها واجبارهم على دفع ضرائب المترافقة مع عمليات الاعتقال ومصادر اموال المواطنين بحجج شتى منها العمالة والانتماء الى الجيش الحر والفصائل الاخرة التي تقاتل التنظيم .
شهر حزيران كان مفصلياً في محافظة الرقة حين استطاعت الوحدات الكردية السيطرة على مدينة تل ابيض والمنطقة الشمالية من سيطرة تنظيم الدولة , ودحر التنظيم الى مسافة تقارب 50 كم عن الرقة المدينة احدى اهم معاقل التنظيم , لكن المشهد شمالاً لم يتغير على اهالي المنطقة بل كان اسوء حالاً فالاعتقالات لازالت مستمرة وعمليات النهب والسلب لأموال العامة استمرت لكن بوتيرة اكبر من ذي قبل وعلى نطاق واسع, بالإضافة إلى تطور اخر وهو عمليات التهجير الممنهجة والتي عمدت اليها الفصائل الكردية .
ومن بين اوجه التشابه الكبيرة بين داعش والـ YPG قيام الاخيرة وعلى نهج وخطى داعش بإجبار اهالي المنطقة الشمالية على تغيير لوحات السيارات التي غيرها التنظيم في وقت سابق, فالتنظيم فرض على اصحاب الدرجات النارية بدايةً, تغيير اللوحات الى لوحة تحمل رقم واسم الولاية التي يتبع لها بالإضافة الى شهادات خاصة تخولهم بقيادة تلك الدراجات , واجبر التنظيم اهالي المنطقة الشمالية على الخضوع لدورات استصدار تلك الشهادات واللوحات .
ومع دخول الــYPG الى المنطقة اتبعوا ذات الخطوة , فأجبروا اهالي المنطقة الشمالية الذين يملكون سيارات اوروبية على تسجيل سياراتهم ودفع مبلغ 76.000 ل.س بمخفر ابو زلة شمالاً ويقتطع له ايصال باسم جمارك روج اورفا ( غربي كردستان ) واجبارهم على تركيب لوحة خاصة تحمل رقم وعبارة ( كري سبي) والمقصود بها تل ابيض .
لم تتغير الاجراءات التعسفية التي ترتكبها والوحدات الكردية تجاه المدنيين حيث يقول الاهالي أن الدواعش الصفر باتوا هم المسيطرين كناية إلى العلم الاصفر الذي يمثل وحدات حماية الشعب الكردية .
سجون واعتقالات وسلب للممتلكات الخاصة وتهجير ومزيد من الالم والماسي لأهالي الرقة فمن نظام قمعي الى نظام متطرف دينياً الى اخر متعصب قومياً , وجميعهم يعدون بتحويل المنطقة إلى المدينة الفاضلة , إلا أن الحاكم واحد بوجوه مختلفة .