خاص – الرقة تذبح بصمت
شدد تنظيم داعش من قبضته الأمنية على المدنيين في ريف الرقة الغربي ، من خلال التضييق على استخدام اجهزة النت الفضائي كوسيلة وحيدة للتواصل مع العالم الخارجي ومعرفة ما يجري خارج حدود سيطرة التنظيم .
فأجهزة النت الفضائي كانت تتواجد بأعداد محدودة ، وتكتفي كل قرية بجهاز واحد ، يبث الانترنت إلى كامل القرية عن طريق نواشر, وذلك لتجنب التجمعات داخل المحل خوفاً من قصف طيران النظام , كما أن التنظيم منع خروج المرأة لوحدها في الشارع دون محرم ومنع جلوس المرأة لوحدها في محلٍ دون إذن شرعي , ، فأضطر معظم الأهالي لتركيب هذه النواشر على أسطح المنازل لسهولة التواصل مع الاقارب والمسافرين.
فادي صاحب محل نت قضائي أفاد لمراسل الرقة تذبح بصمت : أنه منذ ما يقارب شهر ركز التنظيم في الدروس الشرعية بالمساجد على أن استخدام الانترنت له سلبيات على عوام المسلمين , لذلك قرر تنظيم الدولة ان يمنع انتشار النواشر فوق الأسطحة ويعتمد استخدام الانترنت في المحلات المخصصة لذلك فقط وبمراقبة أمنية وتسجيل ساعات الدخول والخروج للمستخدمين النت ويحال صاحب المحل للمحاسبة الأمنية في حال لم يطبق هذا القرار.
ويضيف فادي: “ان التنظيم طلب منه انشاء صالات جدد خاصة للنساء وبمراقبة نسائية لسهولة استخدام النساء للإنترنت وهذا يعني تكلفة اكثر وليست كل المحلات قادرة على توظيف نساء ولا على انشاء صالات جدد، حيث كنّا نعتمد على الاشتراكات الشهرية مما يفسح مساحة فارغة في المحل , اما الان وبعد تطبيق القرار بالكاد يسع المحل للناس فالكل يريد استخدام النت.
ويضيف فادي : في بعض الأحيان تدخل إمراه وتطلب استخدام الانترنت لتطمأن على أقاربها , لكنني لا استطيع السماح لها بذلك , ففي حال رؤية عناصر التنظيم دخولها إلى المحل , فسيتم اعتقالي واغلاق المحل .
اما ابراهيم وهو مواطن رقاوي مغترب أب لأسرة مؤلفة من ثلاثة أطفال وهو من احدا قرى الريف الغربي قال لمراسل الرقة تذبح بصمت : بعد تطبيق القرار ازداد خوفي على اهلي كثيرا فلا معيل لهم غيري , كلما سمعت أخبار القصف على محافظة الرقة يزداد خوفي اكثر واطلب من صاحب محل الانترنت القريب من بيتي الاطمئنان على اسرتي.
ليس حال الريف الجنوبي والشرقي والشمالي بل وحتى المدينة أفضل من الريف الغربي فالقرار قد طبق على محافظة الرقة بالكامل , فالرقة عاصمة الخلافة كما يحب أن يسميها التنظيم , عليها أن تبقى خارج دائرة التواصل , ويبقى السواد يلتحفها ولا تُرى كحال نسائها اللواتي غطين بالسواد.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.