خاص – الرقة تذبح بصمت
اتخذت افغانستان مكانة متقدمة بين الدول الرجعية والمصنفة في المراتب الأولى بالتخلف , والنظر إلى شعبها كشعب متطرف بات الإرهاب اهم سماته بعد سيطرة تنظيم القاعدة وطالبان , المدنيين في افغانستان لم يكن لديهم مجال لاختيار حياتهم وتصرفاتهم , بل فرضت عليهم من قبل جماعات حاكمة عن طريق قوانين وضعية واحكام جائرة بحق كل من يخالف سياسة تل الجماعات كما يحدث الآن في سوريا والرقة خاصةً.
الرقة السورية المحتلة من قبل تنظيم داعش اخطر التنظيمات الإرهابية , قطعت شوطاً كبيراً بالوصول إلى حالة افغانستان , بل فاق الوضع بها ما يدور في ازقة كابل لتتحول الرقة كثالث أخطر مدينة عالمياً حسب تصنيف قناة CNN .
منع التلفاز والمحطات الفضائية اخر انجازات التنظيم التي أعلن عنها في خطبة الجمعة بمساجد مدينة الرقة لتجنب وصول الأخبار إلى مسامع الأهالي , واقتصار الأمر على الأخبار الموزعة في النقاط الإعلامية التابعة للتنظيم والمنتشرة في المدينة.
أخبار وصفها التنظيم بالكاذبة تبث على المحطات الفضائية هدفها زعزعة استقرار دولة الخلافة تؤدي إلى تشويه فكر الأهالي, دون اكتراثه بحجم التلوث البصري الذي يراه المدنيين كل يوم في وجوه عناصر التنظيم واصداراته الموزعة على اللوحات الطرقية والنقاط الإعلامية التي يجبر الأهالي على رؤيتها.
كانت اولى عمليات اضفاء الطابع الأفغاني على مدينة الرقة بفرض الزي القصير على الرجال والدرع والنقاب على النساء لتلحقها عدة خطوات بتوطين المقاتلين الغير سوريين وطرد وملاحقة العوائل السورية في الرقة والتضييق عليهم لسلب الطابع المحلي واستبداله بطابع مستورد من جبال تورابورا.
افغانستان التي عانت من حكم طالبان لها ومن قوانينها الجائرة هي مثال حي احتذى به التنظيم وعمل على تطبيقه في مدينة الرقة وجعلها سجن كبير يعيش به افراد دون معرفتهم ما يدور حولهم سوى عن طريق عناصر التنظيم .
نواشر الانترنت التي كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل مع العالم الخارجي قطعها التنظيم لفصل الرقة عن العالم بذريعة ارسال احداثيات المقرات الى دول التحالف التي تملك اقماراً صناعية وطيران استطلاع يفوق دقة الأنترنت بتحديد أي مقر.
محمد شاب من مدينة الرقة قال لمراسل ” الرقة تذبح بصمت ” : أي شخص يريد تحديد احداثيات للتنظيم سيستخدم برامح بسيطة تابعة لا قمار صناعية تملكها دول التحالف, ولا تعطي امكانية دقيقة او متجددة , إلا أن هدف التنظيم وقف تدفق حملات التحريك المجتمعي إلى الرقة خوفاً من قيام ثورة مشابهة لتلك التي نشبت بوجه ظلم قوات النظام .
التلفاز اليوم هو خطر يعتبره التنظيم بوجه دولته , فجميع المحطات هدفها اسقاط دولة الخلافة وزرع فكر محاربة التنظيم وتزرع السموم لدى الناس , برامج الأطفال عدو لدود للتنظيم , فالطفل بنظر التنظيم هو آلة تُحرك لأهداف التنظيم وتفخخ لتحقيق غاياته , فالشعب عليه ان يبقى محصوراً داخل قبة ظلامية يتلقى ما يريده التنظيم فقط , وإن أراد احدهم قضاء وقت ممتع فعليه التوجه إلى النقاط الإعلامية ومشاهدة عمليات الذبح والدم , فهي الرفاهية الوحيدة المشرعة لدى التنظيم .