خاص – الرقة تذبح بصمت
رفع تنظيم داعش ضريبة المياه على اهالي مدينة الرقة من 700 ليرة سورية إلى 1000 ليرة سورية بمقدار زيادة يقارب 40% , على الرغم من وقوع المدينة على نهر الفرات أحد أكبر الأنهار في جنوب غرب آسيا إلا أن شريعة التنظيم تجعله عاجزاً عن سقاية أهالي الرقة دون تحصيل الضرائب منهم .
وجال عمال الجباية التابعين للتنظيم على البيوت والمحال التجارية موزعين ورقة كتب فيها : “يرجى حضوركم إلى مقر الجباية بشكل دوري كل شهرين لتسديد الذمم المترتبة وكل تأخير يستوجب الغرامة المالية أملين سرعة الاستجابة ” .
الغريب في الأمر أن الاوراق طبع عليها , “المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في الرقة” , وهو شيء غير موجود لدى التنظيم كما اختفى شعار التنظيم وختمه عن هذه الأوراق ولم يتم تذييلها “بولاية الرقة” كما جرت العادة .
مراسل الرقة تذبح بصمت ومن خلال بحثه في الأمر , علم من مصادر داخل التنظيم , أن قرار زيادة الضرائب لم يكن ضمن الحسبان ولم يتم التجهيز له وطباعة وصول مالية جديدة , فاستخدم عناصر الجباية وصولات قديمة كان النظام السوري يستخدمها اثناء سيطرته على مدينة الرقة قبل خروجها عن سيطرته .
الوصولات الجديدة فتحت أبواباً عدة للتساؤلات بين صفوف المدنيين, استطاع مراسل الرقة تذبح بصمت جمع بعضها من خلال اجراء استطلاع للرأي على نطاق ضيق ودون الافصاح عن هويته, فجاء على لسان أحد شباب المدينة : “استطاع التنظيم الحفاظ على اوراق منذ سنتين الى يومنا هذا , إلا أنه عجز عن حفظ ارواح شباب مدينة الرقة ممن اعتقلهم واعدمهم داخل معتقلاته”.
شاب أخر من مدينة الرقة رأى أن التنظيم قد فاته الأمر نتيجة مركزية القرار في الفترة الأخيرة وعدم الرجوع إلى قيادات التنظيم والتحضير له وهو ما خلق حالة من الفوضى تجعل التنظيم بصدد اتخاذ قرارات يتم طعنها بعد فترة قصيرة.
وترى أم عبدالله ذات الاربعون عاماً , أن الأمر طبيعي ولا يستحق التحدث به , فالتنظيم الذي يبيع النفط والغاز للنظام , لن يمنعه شيء من استخدام اوراقه , بل لربما كان للنظام نسبة من هذه الضرائب .
بينما يسخر زوجها أبو عبدالله من هذا القرار قائلاً : ربما هذه الأموال ستذهب إلى خزينة والي الرقة وهو لا يريد مقاسمتها مع شركائه في باقي المناطق لذا لم يجمع الضرائب باسم التنظيم .
وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر , إلا أن أوضحها كان تراجع التنظيم اعلامياً وخسارته للبربوغندا التي عمل على تضخيمها على مدى سنة ونصف من تواجده في محافظة الرقة , والتي لطالما ركز على وجود رموز رغم بساطتها وعدم تأثيرها كختم التنظيم والرايات السوداء والالقاب التي لطالما استخدمها التنظيم في اصداراته المرئية والمطبوعة , مما قد يدخل بحالة من التخبط تفقد عناصره الثقة به وتزعزع من قوة تأثيره على المناطق التي يحكمها .