خاص – الرقة تذبح بصمت
شهدت مدينة الرقة خلال اليومين الماضيين حملة دهم واعتقالات طالت العديد من شبان المدينة، بالإضافة إلى نصب حواجز طيارة لتفتيش المارة والسيارات، واعتقال أي شخص يوجد معه جهاز كمبيوتر محمول لتفتيشه، هذا وقد طالت حالات الاعتقال بعض الشبان في صالات الانترنت، تحت ذريعة وضع إشارة ” أعجبني” على منشورات صفحة “الرقة تذبح بصمت” على Facebook، حيث تم اقتياد المعتقلين إلى مبنى النقطة 11 للتحقيق معهم.
في الغالب يتم توجيه تهم متعددة لهؤلاء الشبان مثل التعامل مع حملة “الرقة تذبح بصمت” ومحاولة إفشال مشروع الدولة الإسلامية والإضرار بهيبة التنظيم، ويبدو أن هذه التهم لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها التي كان يطلقها نظام الأسد على معارضيه مثل إضعاف الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة والتعامل مع جهات خارجية.
تم اعتقال حوالي 25 شاب خلال هذين اليومين مدعين أن الشبان لهم علاقة مع “الرقة تذبح بصمت”، إلا أن هذه التهم غير صحيحة حيث لا يوجد أي شخص من بين المعتقلين على علم بأعضاء الحملة في الداخل أو على تواصل معهم، وتأتي حملة الاعتقالات هذه بعد عجز التنظيم عن كشف أعضاء الحملة داخل مدينة الرقة، أو الحصول على أي معلومة تساعدهم على وقف نشاط الأعضاء في المدينة مثل توزيع المنشورات وحملات البخ على الجدران المناهضة لفكر التنظيم.
الجدير بالذكر أن جميع الأعضاء في حملة “الرقة تذبح بصمت” قد خضعوا لتدريبات في الأمن الرقمي والسلامة الشخصية والقدرة على التخفي، وهذا ما تثبته الفيديوهات التي تنشر على موقع الحملة حيث يتم وضع المنشورات بجانب مقرات التنظيم الكبرى وفي الشوارع الرئيسية، بالرغم من أن التنظيم كان قد وضع في وقت سابق العديد من الكاميرات لمراقبة أعضاء الحملة ومحاولة كشفهم أثناء ممارسة نشاطاتهم إلا أن جهوده باءت بالفشل.
فقدت الحملة أحد أعضائها وهو “المعتز بالله إبراهيم” الذي اعتقل واعدم على يد التنظيم بتاريخ 7 أيار 2014 في مدينة تل أبيض أثناء محاولته الخروج من الرقة باتجاه تركيا، وكان ذلك في بداية تشكيل الحملة، ويذكر أن المعتز بالله لم يعتقل لأنه أحد أعضاء الحملة، بل تم إعدامه بسبب عمله مع شبكة شام، ولم يكتشف التنظيم أنه عضو مؤسس في الحملة إلا بعد إعدامه. ولم تخسر الحملة بعد هذه الحادثة أياً من أعضائها سواءً بالإعدام أو حتى مجرد التوقيف أو الاعتقال لدى التنظيم، حيث ما زال الأعضاء يمارسون نشاطاتهم المعتادة في الداخل والخارج ولم يتعرض أي منهم لسوء يذكر.
وعلى الرغم من فشل جميع المحاولات التي يقوم بها التنظيم للإيقاع بأعضاء الحملة، إلا أنه لا يزال يسعى إلى زعزعة الحاضنة الشعبية التي تساند الحملة من أبناء محافظة الرقة، من خلال العمل على تصويرها كعدو خارجي وتصوير اعضائها على انهم عملاء، وأن أي علاقة شخصية أو معرفة بأحد أعضاء الحملة في الداخل أو الخارج سوف تجلب الضرر والتهلكة لصاحبها.
يذكر أن تنظيم داعش قام بداية الأسبوع بإعدام ” محمد الموسى ” وهو والد أحد مؤسسي الحملة فقط لان ابنه يعمل مع فريق الحملة.