خاص – الرقة تذبح بصمت
قامت وحدات الحماية الشعبية الكردية بمنع اللجنة المشكلة من قبل الائتلاف السوري للتحقيق في عمليات التهجير التي تتهم بها الفصائل الكردية من دخول مدينة تل أبيض شمال الرقة، وقد تصاعدت هذه الاتهامات بشكل متزايد عقب سيطرة القوات الكردية مدعمة ببعض فصائل الجيش الحر على المدينة منتصف الشهر الحالي.
حيث كان العديد من الناشطين ووكالات الأنباء المحلية والعالمية قد أشاروا إلى أن وحدات الحماية الكردية قد قامت بعمليات تهجير للسكان العرب من قرى الريف الشمالي بالرقة، بالإضافة إلى اتهامها بارتكاب العديد من عمليات القتل والاعتقال التعسفي بحق الأهالي دون توجيه تهم محددة او إجراء أية محاكمات لهم، ونذكر من هذه الانتهاكات:
• تهجير القوات الكردية لجميع أهالي قرية “سليب قران” المعروفة سابقاً باسم (8 آذار) 22 كم غرب تل أبيض، وهي أكبر قرية في ريف المدينة الغربي، يبلغ عدد سكانها حوالي 2000 نسمة وجميعهم من العرب.
• تهجير سكان قرى ريف عين عيسى الشمالي ومنها الطيبة و جهجاه ومدلج.
• منع أهالي القرى الواقعة غرب تل أبيض مثل: (بندرخان _ الدناي _حروب _ الحرية _ أم الهوى _ القسم العربي من قرية قرطل _ بئر حبش) من العودة إلى بيوتهم.
• تحويل مدرسة قرية جهجاه إلى مركز اعتقال، والزج بالكثير من أهالي المنطقة بتهم الانتماء لتنظيم داعش في هذا المعتقل، وكذلك تحويل مدرسة نسيبة المازنية إلى مركز للتحقيق والاعتقال.
• عمليات مصادرة المنازل والسيارات والدراجات النارية من الأهالي في المنطقة، وتحويل بعض هذه المنازل إلى مقار للقوات الكردية.
وإزاء هذا الوضع من الاتهامات المتكررة والنفي الدائم من قبل الفصائل الكردية، فقد بادر الائتلاف الوطني إلى تشكيل لجنة التحقيق المذكورة برئاسة الشيخ رياض الحسن وعضوية كل من السيدة نورا الأمير والسيد محمد ملا رشيد ورئيس لجنة التوثيق في وزارة العدل التابعة للحكومة المؤقتة، توجهت اللجنة إلى مدينة أقجة قلعة التركية يوم الأحد 21 حزيران تميداً للانتقال إلى مدينة تل أبيض على الطرف المقابل من الحدود السورية، ولكن القوات الكردية قامت بمنع أعضاء هذه اللجنة من عبور البوابة الحدودية والدخول إلى المدينة.
وكان قاسم الخطيب أول عضو من الائتلاف يصل إلى مدينة اقجة قلعة التركية ليقف على واقع الأمر هناك، حيث قام بإصدار مجموعة من التصريحات التي اعتبرت مثيرة للجدل، ومنها نفيه للأنباء الواردة عن عمليات التهجير بحق السكان العرب في منطقة تل أبيض وريفها.
كما أنه ذكر بأن معظم النازحين الذين عبروا الحدود كانوا من مناطق سورية مختلفة مثل إدلب وتدمر ودير الزور، بسبب إغلاق كافة المعابر الأخرى على الحدود التركية، وأضاف بأن الهاربين من مدينة تل أبيض وريفها لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة من مجموع النازحين.
وختم السيد الخطيب “وهو أحد أبناء مدينة الرقة” تصريحاته بدعوة الائتلاف وقيادة الأركان في الجيش السوري الحر لزيارة المنطقة على وجه السرعة، والعمل على كشف الحقائق وتوضيح المبالغات الحاصلة في موضوع التهجير، لأن هناك من يُصعد ويضخم الوقائع لأجل أجندات واضحة وفقاً لرأيه. فيما تستمر عمليات التهجير من بعض القرى حسب ناشطين محليين
والجدير بالذكر أن العديد من أبناء محافظة الرقة يحملون ذكريات سيئة عن الائتلاف الوطني ومن قبله المجلس الوطني الذين كان لهما دوراً سلبياً إبان خروج المدينة عن سيطرة النظام، حيث يعتقدون أنهم تجاهلوا المدينة ولم يقوموا بالدور المناسب في رعايتها والاهتمام بشؤونها، مما ممهد الطريق للتنظيمات الإسلامية وحتى المتطرفة منها للسيطرة على المدينة والتحكم بمقدراتها في وقت لاحق.
ويبدو أن الائتلاف قد تنبه إلى هذه الحقيقة مؤخراً، وأراد أن يحاول التكفير عن تقصيره السابق من خلال هذه اللجنة، ولكن الواضح أن هذه اللجنة جاءت كمحاولة من القوى الدولية التي تتحكم بقرار المعارضة السورية لاحتواء الضغط والضجة الكبيرة التي أثيرت حول قضية التهجير في مختلف وسائل الإعلام العالمية.