خاص – الرقة تذبح بصمت
سيطرت قوات الحماية الشعبية “الكردية” وفصائل من الجيش الحر, على مدينة تل أبيض السورية, في السادس عشر من الشهر الجاري بعد انسحاب تنظيم داعش منها بإتجاه مدينة الرقة. تل أبيض المدينة الواقعة شمال محافظة الرقة على بعد 70 كم من مركز المدينة, والتي تحتوي نسيج سكاني من عرب وأكراد وتركمان, كما تتمتع بأهمية استراتيجية لعاملين الأول هو وجود البوابة الحدودية مع تركيا, والثاني موقعها الجغرافي بين رأس العين وعين العرب “كوباني” التي تسيطر عليهما قوات الحماية الشعبية.
انتهاكات :
تم توثيق قيام القوات المسيطرة من وحدات الحماية الشعبية وفصائل غرفة عمليات بركان الفرات, بانتهاكات لحقوق الإنسان, من سرقة للأموال ومصادرة للمنازل والسيارات, ونقل عدد كبير من المواد التي كانت في مستودعات تابعة لتنظيم داعش نحو عين العرب “كوباني”, لكن هذه الإنتهاكات لم يتم توثيقها بشكل رسمي من قبل منظمات حقوقية, وكانت نشاطات التوثيق هي نشاطات فردية اقتصرت على عدد من الناشطين من أبناء الرقة.
كما وثقت مصادر غير رسمية نزوح ما يقارب الـ 70 ألف مدني من مدينة تل أبيض والريف المحيط بها, انتقل ما يقارب 30 ألف منهم نحو تركيا بظروف إنسانية سئية جداً وبغياب شبه كلي للمنظمات الإنسانية, فيما انتقل القسم المتبقي نحو مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
النزوح :
الخوف من الإنتقام الكردي من العائلات العربية بحجة إنتمائها إلى داعش, كان سبباً رئيساٌ في ذاك النزوح, إلا أن النزوح هو حالة طبيعية في ظل أي حرب تجري, حيث وثق عودت عدد من العائلات نحو المدينة, ليقدر العدد بنحو 3000 مدني حتى الأن, وسط تطمينات من قيادات الوحدات الكردية وقيادات الجيش الحر بحماية المدنين ومحاسبة أي انتهاك.
التحالف شريك حقيقي:
يبحث التحالف خلال الأشهر الماضية لشريك حقيقية يقوم بدعمه بشكل كلي لقتال تنظيم داعش, بهدف لصناعة ما يدعى بـ آلة قتل داعش “ISIS Killing Machine”.
حيث قام التحالف بدعم القوى الكردية بالسلاح النوعي وقد صرح عدد من الناشطين الأكراد على شبكات التواصل الإجتماعي بتسليم العديد من مضادات الدروع الأمريكية إلى القوات الكردية المقاتلة, كما قام بتأمين غطاء جوي بتنسيق عالي خلال تقدم الوحدات الكردية, ليكون التحالف شريك في الإنتهاكات الحاصلة ضد المدنين في مناطق سيطرة الوحدات الكردية.
بيان تجمع شباب الرقة في غازي عنتاب:
اصدر عدد من ناشطي الثورة في محافظة الرقة, والذين أجبروا على الهجرة منها بعد حملات الخطف التي بدأها التنظيم في مدينة الرقة في منتصف عام 2013, بياناً اكدوا فيه على أهداف الثورة ومناهضتها لكل أشكال الإستبداد, داعيين فيه إلى تشكيل جسم مدني في تل أبيض مشكل من جميع المكونات في المنطقة, مؤكدين من خلاله على رفع علم الثورة فوق جميع المباني السيادية في تل أبيض, وتشكيل لجنة رسمية لتوثيق الإنتهاكات الحاصلة.
لتكون تل أبيض أول تجربة لمدينة تخرج عن سيطرة تنظيم داعش بنسيج ديمغرافي يحوي عدد من القوميات, وليكن نجاح هذه التجربة هو المحدد الأساسي للتجارب المستقبلية خصوصاً مدينة الرقة التي يعاني فيها تنظيم داعش الآن من تخبط كبير, أدى لحملة إعتقالات بالجملة للكثير من الشباب.