خاص – الرقة تذبح بصمت
منذ بداية العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية لمحافظة الرقة شهدت المنطقة عمليات نزوح كبيرة للأهالي تجاه المناطق الأكثر أمناً. كانت بداية النزوح باتجاه المناطق المجاورة حيث لجأ ما يقارب 100.000 شخص باتجاه مدينة الرقة وريفها، ولكن قسماً آخر من السكان فضل التوجه إلى الحدود التركية، حيث تمكن ما يزيد عن 21.000 شخص من العبور إلى الأراضي التركية، بينما لا يزال حوالي 2000 شخص على الجانب السوري من الحدود بانتظار السماح لهم بالعبور من قبل السلطات التركية.
لعبت عدة عوامل دور في النزوح الجماعي لغالبية أهالي المنطقة الشمالية والأسباب عدة منها :
1- تخوف الأهالي من التعرض للخطر مع اقتراب العمليات العسكرية ومن قراهم ومدنهم.
2- وقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين بين قتيل وجريح نتيجة اشتداد وتيرة قصف طيران التحالف لتلك المناطق، لأسباب منها قرب مراكز التنظيم ومقراته من بيوت المدنيين واستخدام التنظيم للسيارات المدنية في التنقل.
3- خوف الأهالي من الانتهاكات التي قد ترتكبها بحقهم القوات الكردية المشاركة في العمليات العسكرية، حيث عمل التنظيم على نشر وتضخيم إشاعات تفيد بأن هذه القوات ستقوم بقتل الأطفال والنساء وسرقة الممتلكات في حال دخول المناطق العربية.
4- قيام التنظيم بتهجير سكان بعض القرى الواقعة على جبهات القتال تمهيداً لتفخيخها وزرع الألغام والعبوات الناسفة فيها، ومن هذه القرى الزيدي وأبو صرة وقرى البدو بريف عين عيسى والعشرات من قرى الريف الشمالي.
يضاف إلى ذلك، عمليات حرق الأراضي الزراعية والتي يلقي كل من طرفي الصراع التهمة باتجاه الطرف الآخر حولها، ولكن القوات المشتركة تقول أن التنظيم هو المتسبب باندلاع هذه الحرائق بسبب استهداف الأراضي الزراعية بقذائف الهاون بشكل عشوائي لمنع تقدم القوات المهاجمة. ناهيك عن الحرائق التي تسببت بها غارات طيران التحالف الدولي.
وفي هذه الأثناء انتشرت إشاعات كثيرة عن قيام الوحدات الكردية بتهجير سكان القرى العربية التي دخلوها، بينما تفيد التصريحات الواردة من قبل القوات المشتركة بأنهم دخلوا العديد من القرى التي لا زال أهلها يقيمون فيها، وإنهم قدموا المساعدة لهؤلاء الأهالي ضمن الإمكانيات المتاحة لهم، كما أكدت هذه التصريحات أن كل من لم يتورط في العمل مع التنظيم لن يمسه سوء.
فيما أفاد مراسل “الرقة تذبح بصمت” نقلاً عن بعض النازحين أنهم فضلوا الخروج من ديارهم بحثاً عن الأمان بسبب الخوف من المعارك، وأن القسم الاكبر من الاهالي نزح قبل وصول القوات المشتركة إلى قراهم, بالإضافة إلى التخوف من الانتهاكات التي قد ترتكبتها القوات الكردية في حالات مماثلة في ريف الحسكة ولا سيما الريف الجنوبي لمدينة رأس العين، ومنها ما توارد عن قيام هذه القوات بإجبار أهالي قرية زحلة 13 كم جنوب شرق تل أبيض على الخروج من ديارهم بطريقة مذلة.