خاص – الرقة تذبح بصمت
نشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش أول فيديو عن سجن تدمر المركزي، عقب سيطرة التنظيم على مدينة تدمر وانسحاب قوات النظام منها، وكشف الفيديو بعضاً من خفايا السجن الذي أحاطه النظام بهالة من السرية والغموض لسنين طوال، حيث بقي لغزاً للكثير من السوريين الذين لم يعلموا عنه سوى القليل من المعلومات التي كشف عنها بعض المعتقلين السابقين في كتاباتهم كرواية “القوقعة” و”تدمر…شاهد ومشهود”.
أراد التنظيم من خلال هذا الفيديو استعراض قوته أمام أنصاره ومؤيديه، والتباهي بسيطرته على أحد أهم قلاع النظام الحصينة التي شكلت مصدر رعب للسوريين طيلة عقود، ولكن مدة الفيديو كانت قصيرة جداً بالمقارنة مع الكم الهائل من المعلومات التي كان الكثيرون يتطلعون إلى معرفتها.
ويبدو أن التنظيم لم يرد الكشف عن كافة التفاصيل حول سجن تدمر خشية أن تتم مقارنته بالسجون التي يديرها في الوقت الحالي، حيث أفاد أحد المعتقلين السابقين في سجون التنظيم لمراسل “الرقة تذبح بصمت” مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن سجن تدمر بحسب ما ظهر في الفيديو لا يختلف كثيرا ً من حيث البنيان وتقسيم المهاجع ومساحة المنفردات عن معتقلات التنظيم وسجونه.
من أبرز هذه السجون سجن المحكمة الإسلامية في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث يتم نقل المعتقلين من المركز الثقافي إلى سجن المحكمة او إلى فرع الأمن الجنائي في المدينة، ويتم احتجازهم في غرف مكتظة لا تحتوي إلا على فتحة صغيرة على الحائط الجانبي، بالكاد تدخل منها أشعة الشمس لبضعة دقائق في اليوم، كما تعتبر هذه الفتحة منفذ التهوية الوحيد للسجناء.
وبالانتقال إلى سجن المحكمة الإسلامية في مدينة الباب شرقي حلب، فأن مساحة المهاجع في هذا السجن أصغر بكثير من مساحتها في سجن تدمر كما ظهر في الفيديو، حيث يتم الزج بحوالي 55 سجيناً في غرفة لا تزيد مساحتها عن 30 م2، ومهجع آخر تبلغ مساحته 150 م2 يحتجز فيه التنظيم ما يقارب 210 سجناء.
أما فيما يتعلق بالمنفردات، فإن حالتها ليست بأفضل مما ظهر في الفيديو، حيث لا تزيد مساحة المنفردة في سجن المحكمة في مدينة الباب عن 20 X 40 سم، أما المنفردة التي ظهرت في سجن تدمر فإنها أكبر بكثير من هذه المساحة.
لا يجد المعتقلون في سجون التنظيم ما ينامون عليه سوى مساحة صغيرة من أرضية السجن، حيث ينام السجناء على أرجل بعضهم البعض بسبب ضيق المساحة، على عكس سجن تدمر الذي يخصص فيه فراش لكل سجين لينام عليه حسب ما ذكر في رواية القوقعة.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.