دأب تنظيم داعش منذ استيلاءه على محافظة الرقة في كانون الثاني عام 2014 وإعلان خلافته المزعومة في 29 حزيران 2014، على بث مقاطع فيديو تخاطب المجتمع الغربي بشكل خاص، تسعى لتصوير الحياة في الرقة ومناطق نفوذها الأخرى بأنها حياة ترف ورفاهية، تظهر هذه المقاطع المقاتلين وهم يمارسون حياتهم الطبيعية ويقودون السيارات والدراجات النارية في شوارع المدينة، ويستمتعون بالاستجمام على ضفاف نهر الفرات.
نجحت هذه الفيديوهات في جذب بعض الشباب الذين يتبنون أفكار التنظيم ويؤيدون سياساته، بالإضافة إلى بعض المراهقين ومحبي المغامرة، ودفعهم للتوجه إلى مناطق التنظيم في سوريا كالرقة وريف حلب بمساعدة مهربين، حيث يستقبلهم التنظيم ويرسلهم إلى معسكرات شرعية وتدريبية، ومن ثم يفرزهم إلى القرى والمدن الخاضعة لسيطرته.
يقوم التنظيم بدفع رواتب شهرية مغرية للمقاتلين الأجانب، وتختلف هذه المبالغ تبعاً لجنسية المقاتل ووضعه العائلي، ومن الجدير بالذكر أن قسماً من هؤلاء المقاتلين ما زالوا يتقاضون مبالغ مالية من بلدانهم بالرغم من انضمامهم إلى داعش بحسب وسائل إعلام أجنبية، حيث نشرت إذاعة محلية في الدنمارك أن 34 دانماركيا التحقوا بصفوف التنظيم في سوريا والعراق ما زالوا يحصلون على الإعانات التي يمنحها نظام التأمين ضد البطالة في الدانمارك.
واستنادا إلى التقرير الذي أعدته المحطة الإذاعية فقد بلغ مجموع ما تقاضاه هؤلاء حوالي نصف مليون يورو من إعانات البطالة، حيث قام 32 مهاجر ممن يشاركون بالقتال في سوريا والعراق باستغلال “نظام الإعانة النقدية الاجتماعية” للحصول على هذه التعويضات، مع العلم أنهم يتقاضون رواتب من التنظيم.
كما نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية معلومات نقلاً عن التلفزيون الرسمي الدانماركي أن أجهزة المخابرات قامت بإبلاغ وزارة العمل والتوظيف أن بعض المقاتلين الذين توجهوا إلى سوريا والعراق، استمروا في الحصول على رواتبهم من دون علم السلطات المختصة بمكان تواجدهم الفعلي.