خاص – الرقة تذبح بصمت
ألقت الطائرات التابعة لقوات التحالف الدولي يوم أمس مناشير ورقية فوق محافظة الرقة، وتضمنت هذه المناشير صورة كاريكاتورية لعنصر من داعش وقد حُصر بين عقربي الساعة وهو ينظر للعقرب الثالث الذي يوشك أن يقطعه.
كما حملت المنشورات في وجهها الخلفي رسالة موجهة لداعش باللهجة العامية، جاء فيها: ” داعش: منطقة تحكمكون عم تتقلص وتصغر كل يوم، نحنا قتلنا كتير من قادتكون و عدد لا يحصى من المحاربين، فينا نغير عليكون بأي وقت و بأي مكان، و إنتوا معدومين القوة لتوقفونا، ما رح نوقف و انتوا مقدر عليكون تخسروا حربكون، ساعة دماركون قربت وساعة الصفر صارت قريبة كتير.”
وقد سارع التنظيم فور إلقاء المناشير إلى فرض حظر للتجوال في مدينة الرقة، ليضمن عدم وصولها إلى السكان، إلا أن الأهالي وبدافع الفضول كسروا هذا الحظر وخرجوا للاطلاع على محتوى المنشورات، الذي بدا غريباً عليهم نتيجة لكتابته باللهجة اللبنانية، وبالرغم من ذلك فقد أثارت هذه المناشير فضول شريحة واسعة من السكان، حيث سارعوا إلى الحصول على هذه المنشورات والاطلاع عليها حسب مراسلي ” الرقة تذبح بصمت ” في الرقة.
وأكد سعيد ” صاحب سوبر ماركت ” أن التنظيم نشر حواجزه داخل المدينة وقامت دوريات الحسبة بالبحث في الاحياء عن المناشير مع تنبيه الناس ان من يحتفظ بالمنشور سيتم معاقبته بتهمة الردّة حسب تعبيرهم, وأضاف أن اللهجة التي كتبت فيها المناشير ساهمت في شد أنظار المدنيين.
وكان البنتاغون قد أعلن في وقت سابق أن طائرة أمريكية قامت بإلقاء 60 ألف منشور دعائي فوق مدينة الرقة، وتضمنت تلك المناشير رسما كاريكاتوريا يصور التنظيم وكأنه ماكينة لفرم اللحمة تقطع كل الراغبين بالانضمام إلى صفوفه.
وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية أن إلقاء المناشير يندرج في إطار الحرب النفسية ضد التنظيم، مشيرة إلى أن الرسم الذي احتواه المنشور من إعداد وحدة عسكرية في الجيش الأمريكي متخصصة في الحرب النفسية.
ويشدد العسكريون الأمريكيون على وجوب التصدي للحملات الإعلامية التي يبرع فيها التنظيم ويديرها بكفاءة وحرفية عالية، وخاصة الحملات الدعائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف إغراء المزيد من الشباب لتجنيدهم في صفوف التنظيم.
وتعد محافظة الرقة مركزا استراتيجيا مهما لداعش في سوريا، نتيجة الكثافة السكانية العالية في المدينة، وقيام داعش بنشر مقراته ومقاتليه بين صفوف المدنيين لحمايتهم من غارات طيران التحالف الدولي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.