خالد الحاج صالح
الجمعة 02-01-2015
جهاد شيعي تلخصه ” الايرنة ” و جهاد سني تلخصه داعش .
اليوم ، اكثر من اي وقت مضى فان الساحة بالكامل للشبيحة في مناطق سيطرة النظام ، يقتلون و يتصرفون بكل شيء و هم المسيطرين على ما تبقى من اقتصاد البلد الخدمي المنهار ، بالمختصر الشبيح في منطقته هو بشار الأسد فيها ، ورغم كل هذه الممارسات في مناطق سيطرة النظام ، فلازال الخسيس يتمتع بقدسية لا يطالها غضب الناس .
بالنسبة للعلوية فان بشار هو المخلص لهم و حامي وجودهم ، و هذه القناعات تترسخ يوما بعد يوم ، و اي مراهنات على انهيار قتال الطائفة لأجل بشار هي مراهنات خاسرة و كاذبة ، فعلى سبيل المثال عشرة من زملاء دراسة لشاب عشريني ماتوا في سبيل بشار ، بينما يصرح البقية بانه ليس لديهم اي نية للتراجع عن ذلك ، الأب و الام ان فقدوا ابن لهم دفاعا عن بشار فإنهم مستعدين ليقدموا التاني و الثالث علما بان اولادهم يتعرضون لاذلال لا يقاربه اذلال .
اليوم العسكري ينشق عن الجيش الأسدي لاسباب ليس لها علاقة برفضه قتل السوريين ،و إنما لأَنَّ جيش بشار اضعف من ان يحقق له القتل الذي يريد ، ينشق ليس لوقف القتل و إنما ليكون قاتلا اكثر احترافا ، ينشق عن جيش الأسد ليعمل عقد مع مايسمى بالحرس الثوري الإيراني و الذي قياداته العليا في أغلب الأحيان إيرانيين و مراكزه منتشرة بشكل علني في مناطق سيطرة النظام ، وخاصة حماة و الساحل .
كل يوم هناك كتيبة جديدة ، و آخر كتيبة هي كتيبة صقور الصحراء ، وما قرارات التجنيد الجديدة المتلاحقة ، الا تجلي لمنهج يدفع الشباب للالتحاق بالحرس الثوري الإيراني ، فالجيش الأسدي بتركيبته الدموية الحالية ليس بكاف لطمأنة العلويين ، و هنا ترتفع الحاجة الى ميليشيات عقائدية مؤمنة تستطيع خوض الحرب المقدسة القادمة كما يراها العلويون .
على الجانب الاخر تحاول داعش و النصرة و أشباهها فرض ذات الخيار الجهادي على السنة ، فمع تجنب داعش الاشتباك مع بشار حاليا فانه لديها استعدادات عقائدية يجري العمل عليها لترسيخ الوصول لقناعات سنية شاملة بقدسية الحرب الطائفية القادمة ، الاشكالية التي تواجه داعش و أشباهها هي بالذات الطبيعة التعريفية للسنة و خاصة في سوريا ، فالسنة في سوريا ليست طائفة و لا تقبل التعريف كطائفة ، و هذا هو التحدي الكبير الذي يواجه مشروع داعش و يجعلها تعطي اولوية أساسية للتمكين اولا و الولاء و البراء ثانيا ، إدراكا منها بان إدارة العنف الذي تمارسه قد ينقلب عليها كما حدث مع الجهاديين السنة اكثر من مرة ، يحظى المشروع الجهادي ” العلوي-الشيعي ” بفرص نجاح كبيرة ، بينما يتعثر المشروع الجهادي السني .
لا يبدو ان الطرفين الجهاديين في عجلة من أمرهما ، فكلاهما يحاول صياغة مشروعه عبر تحويل نهائي للسوريين الى طوائف متحاربة حتى الفناء .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.