شهدت مدينة الرقة في الآونة الأخيرة العديد من حالات الانشقاق في صفوف تنظيم “داعش”، حيث حاول الكثير من عناصر التنظيم الهرب من المدينة باتجاه مناطق الثوار أو باتجاه تركيا تمهيدا للعودة إلى أوطانهم، بعد أن تبين لهم حقيقة ممارسات التنظيم الخاطئة ومساعيه الهادفة إلى جمع المال دون محاربة النظام .
ولدى سؤالنا السيد (م.ع) المقرب من “داعش”، تحدث إلى “الرقة تذبح بصمت” قائلاً: “تعرض التنظيم خلال الفترة الماضية لكثير من الانكسارات في عدة جبهات، مما تسبب في حدوث بلبلة وخلافات في صفوفه وظهور بعض الأصوات التي تدعو إلى تكفير القيادات واتهامهم بالخيانة، ولكن التنظيم ما زال يحاول تلميع صورته أمام العالم بغض النظر عن هذه الخلافات الداخلية.” وأضاف قائلاً: “هناك معلومات عن تشكيل مجموعة من الصحوات خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تنشط في المدينة بشكل متخفي وتدعو إلى محاربة التنظيم وفضح ممارساته .”
شهدت المدينة عدة خروقات أمنية، منها إطلاق بعض القذائف ليلا باتجاه مقرات التنظيم، وهذا ما أكده لنا أحد المقاتلين (أ.ز) حيث يقول: “نعلم بأن هذه الخروقات الأمنية وراءها ما يسمى بجيش الصحوات، وهم ينتشرون في المدينة بلباس مدني، ولهذا السبب طلب منا القادة تشديد القبضة الأمنية على الحواجز المنتشرة على أطراف المدينة وداخلها بشكل خاص.” وذكر بأن التنظيم قام بتوزيع المناشير الورقية على عناصره في ريف الرقة، التي تحذرهم من مغبة الاستسلام والانسحاب أمام ضربات التحالف، وإلا سيكون مصيرهم القتل كعناصر مطار الطبقة العسكري .
وتعيش المدينة في هذه الأثناء حالة من التفاؤل المبطن بالحذر من ظهور ما يسمى بالصحوات، وخاصة بعد تدهور الليرة السورية وغلاء الأسعار وحالة الفقر التي يعاني منها معظم السكان، الأمر الذي سيساعد على اجتثاث هذا السرطان في أول فرصة ممكنة بعد أن حارب الناس في لقمة عيشهم .