خاص – الرقة تذبح بصمت
في ظل حكم تنظيم ” داعش ” وامتداد سيطرته على عدة مناطق وسنهِ لأحكام وتشريعات في كل شبر يسيطر عليه , يعاني الأطفال صعوبة في التأقلم والانصياع لتلك القوانين القاهرة .
تردي الوضع المعيشي في تلك المناطق وانعدام أغلب أساليب الحياة , جعلت الأطفال يعيشون حالة من الضياع والتشتت فالحرمان من التعليم والدراسة وأساليب الترفيه البسيطة تلك العوامل عمِل تنظيم داعش على استغلالها في سبيل تجنيد الأطفال من خلال إقامة خيم دعوية يتم فيها تقديم الهدايا والحلوى للأطفال الذين حرموا من تلك الأشياء بسبب موجة ارتفاع الأسعار التي تضرب سورية بشكل عام ومناطق سيطرة التنظيم بشكل خاص .
فتنظيم داعش لا يفرق بين كبير ولاصغير وخصوصاً إذا كان ذلك الشخص مدني عادي وليس لديه أي معارف أو أقارب في التنظيم ليقفوا بجانبه ، في مدينة منبج الواقعة في ريف حلب والتي يقطنها أكثر من نصف مليون شخص وبعد سيطرة تنظيم داعش عليها في أواخر يناير/كانون الثاني من العام المنصرم باتت منبج كسابقاتها من المدن والمحافظات المسيطرة عليها .
اكتست المدينة بالسواد ليحكمها خفافيش داعش ، ففي الأسبوع المنصرم وبينما كانت امرأة وابنها عائدين إلى منازلهم في ريف منبج وأثناء مرورهما بجانب مطعم لبيع الفلافل أشار الابن البالغ من العمر إحدى عشر عاماً إلى المحل طالباً من أمه قليل من المال لشراء ” سندويشة ” فلافل فأجابته الأم بأنها لا تمتلك المال فما كان من الطفل إلا وقال: ” يلعن رب المصاري ” ولسوء حظه كان هناك مجموعة من عناصر التنظيم على مقربة منه .
لم يقدم العناصر له النصح والإرشاد ولم يراعوا حالتهم المادية ولم يأخذو بعين الاعتبار أنه طفل لا يعي ما يقول , قام العناصر بأخذ الطفل وسجنه لمدة يومين ليتم صلبه وإعدامه بحجة سب الله ولتبقى جثته معلقة لعدة أيام بعدها في أحد شوارع منبج الرئيسية .
انهى التنظيم حياة طفل لا يعي من الحياة شيئاً بسبب الفلافل ولو كان لهذا الطفل أب أو أخ أو قريب لدى التنظيم لسرعان ما قامو بإختراع فتاوى شرعية تبرر ما قام به ، تلك الحادثة واحدة من عدّة حوادث تجري في ظل سيطرة خفافيش ” داعش ” ليبقى أهالي تلك المناطق يعيشون على أمل أي ضوء يخلصهم من ظلام داعش وأفعالها .