خاص – الرقة تذبح بصمت
دائماً هي مفاهيم داعش تأتي مقلوبةً , فشريعتها تقول : الجهل يبني مقرات لا عماد لها , والعلم يهدم بيوت العز والكرم , فسياسة التجهيل التي يتبعها تنظيم داعش في الرقة باتت واضحة , مع سيطرة داعش على المدينة .
فبدأ بملاحقة الطلاب في المعاهد الخاصة والمدارس والفصل بين الذكور والأناث في جميع مراحل التعليم ثم قام بإغلاق العديد من المعاهد .
ومع بداية العام الحالي قام التنظيم بوأد العملية التعليمية بإيقاف كافة المدارس والمعاهد بحجة تغيير المنهاج كونه لا يتناسب مع أفكار التنظيم , معللين هذا الأمر بأنه منهاج نصيري وكأن الأسد هو من قام بكتابته بخط يده .
وفي خطوة لاحقة منع التنظيم الدروس الخاصة في المنازل وملاحقة المدرسين والطلاب , علماً أن التنظيم أجبر المدرسين على ملئ استمارات في فرع التعليم الخاص يتم دراستها من قبل التنظيم والموافقة على اعطاء دروس خاصة , وصولا إلى منع الطلاب من السفر إلى مناطق النظام لتقديم الامتحانات وتمزيق الوثائق التي تثبت تأجيلهم للخدمة الالزامية وبذلك لا يستطيع الطالب الذهاب حتى في حال خرج هاربً من المدينة .
و في هذا السياق أعلن التنظيم عن دورات شرعية يجب على المعلمين اتباعها وقد فرض عقوبات على المتخلفين وصلت إلى تطبيق حد الردة على المتخلفين ومصادرة أملاكهم .
واتبع اغلب المدرسين دورات شرعية وقام التنظيم باستتابتهم واعطاءهم ورقة استتابة وأغلب المدرسين متخوفين من انقطاع رواتبهم من النظام بعد الاستتابة , ليصبحوا دون أي عمل والبعض منهم يعمل كسائق على سيارة أجرة ، وآخرين هاجروا إلى تركيا طلبا للرزق ، وآخر ما توصل إليه تنظيم داعش هو فتح معاهد تأهيل مدرسين وذلك لتأهيل معلمين قادرين على التدريس في مدارس التنظيم التي ادعى أنه سوف يفتتحها بداية العام الدراسي القادم , والتي ستدرس منهجه الخاص الذي غاب عنه المواد العلمية واكتفى بزراعة فكر التنظيم في عقول الطلبة .