عامٌ مرَّ على إطلاق صرختنا بوجه الظلم والطغيان ، عامٌ على ولادة ” الرقة تُذبح بصمت ” التي فضحت وعرّت الاستبداد الذي لف شوارع مدينتنا الحبيبة “الرقة” ، استبداد دولة الخلافة المزعومة و”مجاهديها ” الذين توافدوا على المدينة ليستعبدوا الناس باسم الدين بعد أن تخلص أهلها من ظلم سفّاح المقاومة والممانعة الإرهابي الأول بشار الأسد وأسقطوا صنم أبيه ” حافظ الأسد ” في ساحتها الرئيسية دليلاً على انكسار وزوال عهود الخوف والطغيان ، كان الإعلان الأسود والمشؤوم في التاسع من نيسان لعام 2014 إعلان قيام ما يسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام ” المعروفة بـ ” داعش ” لتدخل الرقة عهداً جديداً حاول فيه التنظيم جر المدينة الى ظلام يسهل بسط النفوذ عليها فبدأ شذاذ الآفاق بخنق البشر وبدأت عمليات نصب المشانق وتعليق البشر في الساحات العامة بذرائع واهية وتهم باطلة ( كالكفر والردة , والتعاون مع النظام , والاساءة للتنظيم ) وخطف الأحرار وتغييبهم في غياهب سجون الأمير المزعوم وبدأ التجّني على العباد بقطع الأيدي وفرض الحدود المقيدة للحريات الشخصية والخانقة للبشر .
ونتيجة لهذا الواقع المزري الذي دخلت به مدينتنا التي كانت أول منطقة ” محررة ” من استبداد النظام الأسدي ، وبدافع من رفض للذل والخنوع , قررَّ ثُلة من نشطاء المدينة الغيورين عليها مجابهة استبداد داعش وكشف حقيقتها للملأ بفضح ممارساتها اللاأخلاقية التي لا تمت للإنسانية و لا للشرائع السماوية بصلة ، فبدأ العمل بسيطاً باستخدام الوسم ” الهاشتاغ ” ( الرقة تُذبح بصمت) وما له من مدلولات عميقة نتيجة سياسة التعتيم التي فرضها التنظيم المتطرَّف منهجاً له لإخفاء جرائمه وتقديم صورة زاهية فينشر أعلامه ومغروده عن الوضع الوردي والعيش الهانئ الرغيد في ربوع دولته، بدأنا بخطوات بسيطة وبجهود شخصية لكادرنا المتواجد في الداخل والخارج أملاً منّا بتقديم الصورة الكاملة وغير المنقوصة عن واقع مدينتا وحالها للرأي العام العالمي ونقلنا فظائع” رجال الخليفة “بالصوت والصورة وأوصلناها لكل المنابر المحليّة والعربية والعالميّة ، الأمر الذي أغاظ زبانية داعش فحرّضوا ضدنا في المنابر العامة واتهمنا خطباء مساجدهم بالردة والكفر والتبعية لأمريكا والغرب ، وحاولوا بشتى السبل إسكات هذه الصوت وهذه الصرخة التي وقفت بوجه الطغيان والاستبداد الداعشي وتمكنوا من قتل أحد أعضاء فريقنا الشهيد ” المعتز بالله إبراهيم ” الذي استشهد لنقل كلمة الحق وإيصالها للعالم كلّه ،وتعرّض أهلنا للمضايقات ومصادرة الممتلكات المادية والاستيلاء عليها من قبل عناصر تنظيم داعش .
وإننّا إذ نؤكد استمرارنا في مواصلة ما بدأناه من حرب إعلاميّة ضد النهج المتطرّف والأعمى لتنظيم ” داعش ” لأنّ الإرهاب لا يُحارب فقط بالصواريخ والطائرات ، بل بالفكر والكلمات وتوعيّة الناس من شرّ الوقوع في شرك التنظيم المتطرف أو الانضمام إليه عن طريق الوعود البراقة أو غسيل أدمغة الشباب ، ونؤكد أيضاً بأنّ الإرهاب كلُّ واحد لا يتجزأ غير متناسين أن الإرهاب الأسدي هو الأعمُّ والأشمل وهو الذي تسبّب بانتشار الإرهاب الداعشي على الأرض السوريّة وسمح له بالتمدد من خلال إطلاق سراح عدد من المتطرفين الذين كان يحتفظ بهم في سجونه ممن كان يستخدمهم في العراق , أو السماح بادخال القادمين منهم من بلدان اخرى تحت سمعه وبصره لإسباغ الثورة السوريّة بلبوس التطرّف والإرهاب وإظهار نفسه للعالم كمُحارب للإرهاب ومخلص ٍ للبشرية من شروره , ولذا فإن خلاص العالم من شرور ” داعش ” وموبقاته وجرائمه مرتبطُ بإنهاء نظام القهر والاستعباد في دمشق .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.