الاستيطان في الرقة
خاص – الرقة تذبح بصمت
نبذتهم بلادهم وشعوبهم ولاحقتهم قانونياً وأخلاقياً بتهم عدة منها التحرش بالأطفال والسرقة والاغتصاب , ليجدوا من نهج داعش بيئة خصبة لتكاثرهم وحامي لهم من العقاب , عجزت مجتمعاتهم عن تقبلهم فسلكوا طريق التطرف لينتقلوا من الأذى المجتمعي إلى الإرهاب العالمي .
تركوا ديارهم وتوجهوا إلى مدينة الرقة , للحصول على ميزات ومعاملة لم يكن يتلقوها في بلادهم , فعلى الرغم من الرفاهية التي لربما كانت متوفرة لهم , إلا أن داعش منحتهم السلطة والتسلط لإرضاء النفسية المريضة التي بداخلها , فبعدا أن كان ينظر إليه كخارج عن القانون بات اليوم هو رجل القانون .
حيث يسعى تنظيم داعش منح شعور المواطنة لعناصره واستبدالهم بالسكان الأصليين في لمناطق التي يسيطرون عليها , على الرغم من عدم انتمائهم لمدينة الرقة وغياب الرابط السياسي والاجتماعي والثقافي مع الأهالي, فعزز التنظيم محاولاته بصرف الرواتب لعناصره المهاجرين ومنحهم بيوت سكنية للإقامة فيها , كم قدم ميزات لمن يحضر عائلته معه مع تحمل كافو نفقات العائلة , لتدعيم دولته التي أعلن عنها , فالمساحة الجغرافية موجودة والاقتصاد المالي بأفضل حالاته لدى التنظيم ولا ينقصه سوى الولاء السكاني الذي عجز الحصول عليه بالترهيب والترغيب , لرفض الشعب السوري فكرة وجود محتل جديد بعد 4 سنوات على قيامه بالثورة ضد نظام الأسد , ألا أن التنظيم استطاع كسب هذا الولاء من المقاتلين الأجانب القادمين من الخارج كونهم قدموا بإرادتهم واستجرارهم بالمغريات التي رفضها الأهالي وقدموا حريتهم عليها.
ويذكر مراسل الرقة تذبح بصمت أن عناصر التنظيم يتجولون بحرية مع عوائلهم, فتجد العنصر مع زوجته وابنه في شوارع الرقة مرتديين زي التنظيم ويحملون على كتفهم الكلاشنكوف حتى الطفل فيهم قد بات معتاداً على حمل السلاح , وهذا ما يعزز بعض أقوال المحللين أن التنظيم ينظر بشغف إلى السيطرة على الجيل القادم من اطفال المهاجرين وما منح عناصره ميزات عدة إلا خطوة أولى لشد الأطفال والسيطرة عليهم قبل وصولهم إلى مرحلة الوعي والإدراك.
وللنساء المهاجرات حقٌ من منح التنظيم , ففي الوقت الذي يمنع التنظيم نساء الرقة من قيادة السيارة , يسمح لعناصر كتيبة الخنساء النسائية بقيادتها والتجول بها في ارجاء المدينة , بالإضافة لإعطائهم الرواتب التي تصل الى 1500 دولار في الشهر وهو ما يعادل راتب الموظف السوري خلال سنة كاملة.
وأخر المهام الموكلة للخنساء , عرض الزواج على البنات في مدينة الرقة من مقاتلي التنظيم واغرائهم بمبالغ مادية كبيرة في حال زواجهن من مقاتل أجنبي في التنظيم , وطلبت كتيبة الخنساء من الراغبات بالزواج من مقاتلي التنظيم بوضع حجاب ابيض تحت النقاب للتعرف , الأمر الذي دفع كثيراً من البنات لارتداء خواتم الخطبة او الزواج من مدنيين ليتجنبوا كتيبة الخنساء , كما عرضت كتيبة الخنساء مبالغ مادية على أهالي بعض الفتيات في حال تزويج بناتهم لعناصر من التنظيم , مما أجبر العوائل على تزويج البنات نتيجة الحاجة المادية .
وأدخل تنظيم الدولة الإسلامية كتيبة الخنساء بحربه ضد التحالف الدولي , وتم تشكيل مجموعة ” أم عمارة ” بقيادة البريطانية ” أقصى محمد ” وجميع أفرادها من المقاتلات الأجنبيات اللواتي يستخدمهن التنظيم لاستجرار المقاتلين والفتيات من أوربا إلى مدينة الرقة , بهدف اغناء عناصره بالمقاتلين الأجانب , عن طريق التواصل معهم واقناعهم بالقدوم والانخراط في صفوف التنظيم , حيث تشير الانباء إلى انضمام كل من شميمه بيغوم (15عام) وخديجة سلطان (16عام) وفتاة ثالثة تبلغ 15 عاما , يحملن الجنسية البريطانية , بعد التواصل معهم عن طريق الأنترنت, ودخولهم معسكر تدريبي ضمن مقر يتبع لكتيبة الخنساء .
كتابة : Tim Ramadan