خاص – الرقة تذبح بصمت
حرمت كتيبة الخنساء نساء الرقة من انوثتهن دائماً , كما عمل التنظيم على حرمانهم من عاطفة الأمومة بعد تهجيره لقسم كبير من شباب المدينة وملاحقتهم واعتقال البعض وقتل بعض اخر .
في اليوم الذي تنتظر به نساء العالم معايدة ابنائهن لهن , تعيش الأم الرقاوية بغصة في قلبها وفيض دموعها , وهي تتمنى لقاء ولدها حتى ولو كان هذا اخر طلب لها , مقارنةً بين حرمانها من الذهاب خارج المدينة وبين عدم استطاعة ولدها القدوم الى داخل الرقة .
الام الرقاوية التي تنتظر عودة ابنها الغائب او التي تعاني ألماً ممن فقدته , بعد تيقنها من استحالة رؤيته الا في مقاطع حز راسه على يد عصابة عابرة سلبتها أغلى ما تملك دون استطاعتها الدفاع عنه , وكل ذنبه أنه رفض العيش بذل وقال كلمة حق بوجه داعش .
الأصعب من هذا وذاك , هي حالة تلك الأم التي لا تعلم ما حال ابنها في سراديب داعش , فلا الجرح نازف كي تنساه , ولا الأمر مقضى كي تلقاه , تعيش بين أوهامها وتخيلاتها بين حاله وأحواله وهل اقتصت سكين داعش ماشقيت من اجله , أم انه لايزال يعاني التعذيب والذل كل يوم , متمنياً الموت كحل بديل أفضل من الحالة التي يعيشها .
يومياً تشاهد نساء الرقة غيرهن من الامهات على شاشات التلفاز وعلى صفحات الانترنت , وهم يحتفلون ويتبادلون المعايدات , فتعتلي شفتيها ابتسامة خجولة تقول : ” احتفلوا بهدوء وعايدوا بقلوبكم تمنوا داخلكم وافرحوا فيما بينكم فأنا لا استطيع مشاركتكم ” .
عانت الأم الرقاوية خلال السنوات الماضية الجراح تلو الجراح فمن قصف النظام المجرم إلى سكاكين مجرمي ” داعش “
الأم الرقاوية , تمر عليها هذه المناسبة كذكرة تدمي القلب لعدم سماعها كلمة ” يّمى ” باللهجة الرقاوية الصريحة , كما اعتادت سماعها في كل عام , وليست العبرة كيف تنطق بل بمن يقولها , فجميع ابناء الرقة هم سواسية معتبرين والدة كل شهيد هي ام ثانية لهم , وكل ام فيهم تعتبر ابناء الرقة هم فلذة كبدها , لكن رهبة الموت وألمه تبقى طاغية على كل المشاعر .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.