الرقة تذبح بصمت
شهدت الأيام القليلة الفائتة حركة نزوح من مدينة الرقة باتجاه الحقول الزراعية وريف المدينة مع تزايد الانباء عن قرب بدأ معركة الرقة والتقدم التي تحرزه مليشيات قسد التي تشكل وحدات حماية الشعب الـ YPG عمودها الفقري، حيث أحرزت الأخيرة تقدم من جهة الشرق باتجاه المدينة بعد السيطرة على بلدة الكرامة في الريف الشرقي واقترابها من قرى الحمرات.
فراس 33 عام قال للـ “الرقة تذبح بصمت”: قررت الخروج من الرقة في الوقت الحالي انا وافراد عائلتي باتجاه المزارع خوفاً من منع التنظيم لحركتنا مستقبلا حتى ضمن مناطق سيطرته، اكثر ما يثير انتباهك اثناء حركة النزوح هو كمية السيارات التي تتحرك باتجاه الريف وخصوصاً على طريق الرقة – حاوي الهوى نتيجة الأوضاع المزرية التي يعاني منها الأهالي ومنع التنظيم لهم بنقل كامل اثاثهم يعمدون الى بيع اثاثهم على ذلك الطريق، حالة من الضياع والخوف هي المشهد المسيطر على أهالي الرقة والريف كذلك بسبب المجازر الأخيرة التي يرتكبها طيران التحالف بحق الأهالي في الريف الغربي، ناهيك عن الاشاعات التي يتناقلها الأهالي والتي تتحدث عن اعمال التهجير والنهب التي تقوم بها ميليشيات قسد في المناطق الخارجة عن سيطرة التنظيم.
وهذا الحال ايضا ينطبق على أهالي ريف المدينة الذين بدورهم باشروا بإنشاء مخيمات مؤقتة لهم في الحقول الزراعية والتي ينظم إليهم فيها أهالي المدينة النازحين لتجنب غارات طيران التحالف من جهة ونيران الاشتباكات في حال تقدم القوات المهاجمة من جهة أخرى، ويعتبر ريف الرقة الشمالي اكثر المناطق أمناً نسبيةً، خصوصاً ان جبهات ريف الرقة الشرقية والغربية مشتعلة.
احد أبناء المدينة فضل عدم الكشف عن اسمه قال للـ “الرقة تذبح بصمت” : لم اقرر حتى هذه اللحظة النزوح لأني لا املك ثمن الخيمة التي ارتفعت بصورة هستيرية نتيجة الاقبال الكبير علىى شرائها، حيث يبدأ سعر الخيمة من مبلغ 60.000 ل.س ناهيك عن التجهيزات الأخرى من مولدة كهرباء وخزان للمياه وسيارة لنقل الامتعة والتي هي خارج قدرتي المالية.
ومن جهة أخرى تسيطر حركة ركود كبيرة على أسواق الرقة وحالة من الخوف من القادم نتيجة التغييرات والحركة الكبيرة للتنظيم من نقل لمهاجرين من الريف الغربي باتجاه الرقة وقسم اخر باتجاه ريف دير الزور الشرقي والتي تحمل بوادر قرب نهاية التنظيم بالرقة.