خاص – الرقة تذبح بصمت
شنّ طيران التحالف الدوليّ، صباح الثلاثاء الفائت، غارات استهدفت منطقة الكرين، التابعة لمدينة الطبقة، غربي محافظة الرقة، أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص، بينهم مدنيون، وعدد من عناصر تنظيم “داعش”.
وأدى هذا القصف، إلى مقتل عدد ممن يسميهم التنظيم “أشبال الخلافة”، إضافة إلى أكثر من 20 مدنياً، كان قد استأجرهم، بمبلغ 2500 ليرة سورية يومياً، للعمل على حفر خنادق، يتحصن بها عناصره، فضلاً عن عدد من المدنيين، المعتقلين بتهم مختلفة، كالتدخين والتخلف عن الصلاة، والذين عاقبهم التنظيم بحفر الخنادق.
واعتبرت الكرين، منطقة عسكرية في عام 2012، حيث منع دخول المدنيين إليها، بحكم وجود مقرات ومعسكرات للفصائل المسلحة سابقاً ولتنظيم داعش حالياً.
أمّا جغرافياً، فتعدّ الكرين، منطقة حراجية، تشتهر بكثافة الأشجار والغابات، إلى جانب كونها غير مأهولة بالسكان، فحُولت إلى منطقة عسكرية مغلقة، تحوي العديد من معسكرات تدريب الأشبال وعناصر التنظيم، كما تعرضت سابقاً، لقصف نفّذه طيران التحالف، شكّلت الخنادق خلاله، نوعاً من التحصين للمنطقة.
جاسم، وهو أحد أهالي المفقودين بالغارات الأخيرة، أكّد للرقة تذبح بصمت، أنّ التنظيم منعهم من استلام جثث ذويهم، ودفنهم في مكان الغارات مباشرة، مدّعياً، أن طيران الأباتشي، التابع للتحالف الدولي، منع إسعاف القتلى. وهي ليست المرة الأولى، التي يتبع فيها التنظيم آلية الدفن السابقة مع الضحايا، سواء كانوا من عناصره أو من المدنيين.
استغل تنظيم داعش، سوء الأوضاع المعيشية للمدنيين، وانخفاض فرص العمل، فعرض عليهم مبالغ مالية معينة، مقابل قيامهم ببعض الأعمال الشاقة، في المناطق التي قد تكون عرضة لقصف طيران التحالف، والذي لم يصدر بدوره، أي بيان حول الحادثة الأخيرة حتى اللحظة.