اربعة سنوات انقضت على الثورة السورية واقتراب دخولها العام الخامس , اربعة سنوات مضت على الرقة ومرت بها بتبدلات واتغيرات ولحظات دخلت بها التاريخ من اوسع ابوابه وسجلت بها الرقة العديد من الارقام القياسية , اربع سنوات ولا يلوح في الافق أي افنراج على المشهد العام ولكن هنالك بالرقة الصورة اعقد واصعب والمشهد سوداويٌ اكثر من بقية المشاهد
البداية ومرحلة السلمية :
مع بدأ شرار الثورة السورية وما جرى في درعا تحركت مجموعة من المعارضين السياسيين من اجل القيام بخطوة لمواكبة الاحداث الجارية بالبلاد فكانت الدعوة لأول مظاهرة في محافظة الرقة يوم الجمعة 25/3/2011 حدد فيها المكان بجامع الفردوس بالرقة ووصل الخبر الى كل المهتمين بالموضوع وحتى الى مسامع الامن واللجان الحزبية , سبق التظاهرة يوم الخميس 24/3/2011 مسيرة سيارات لمؤيدي النظام تراقصوا فيها على قرار النظام بزيادة في الراتب فكانت تلك المسيرة عامل تهييج وتأليب لتظاهرة الجمعة التي كان عدد المشاركين فيها قرابة 300 شخص وهتفت للحرية ودرعا لكن اعداد الحزبية الذي تجمعهم من الارياف لعمليات القمع كان اكبر من عدد المتظاهرين مما ادى الى تحول المظاهرة الى مسيرة مؤيدة من بعد سيرها اكثر من 600 متر حيث تجمع المؤيدين والشبيحة من كل حدب وصوب وكانت هنالك ملاحقات من الحزبية للموجودين الامر الذي افضى عن اعتقال ثلاث اشخاص .
لم يفق الامر عند ذلك بل استمر الحراك السلمي فكانت هنالك مظاهرات اخرة عدة وازداد عدد نقاط التظاهر يوميا بعد يوم الى ان وصل الامر الى تسجيل عدد من نقاط التظاهر في اليوم الواحد واهم النقاط الفاصلة في التظاهرة السلمية هي :
• مسائية شارع تل ابيض نيسان 2011 ثم مظاهرة شارع الوادي بتاريخ 24/4/2011
• مظاهرة المشلب بتاريخ 1/6/2011 حيث تم خلالها اطلاق النار على المتظاهرين وجرح 3 شبان
• اعتصام المحامين الاحرار بالقصر العدلي بالرقة 16/8/2011 وهو الاعتصام الاول من نوعه على مستوى النقابات وتم على اثره من اعتقال عدد من المحامين والمحاميات
• بركان الرقة 15/12/2011 وكانت تحدي للأمن والشبحية وجرى التظاهرة رغمن عنهم في شارع 23شباط وأمام اعين الامن الذين حاولوا قمع التظاهرة واعتقل خلالها العديد من الاشخاص
• التظاهرات اليومية برمضان 2011 والتي سجل بها مشاركة ما يزيد عن الف متظاهر عند جامع الحني وشارع المنصور والتي قام الامن خلالها باستخدام الشبيحة وتجنيدهم بشكل مباشر لقمع التظاهرات بالأحياء
• زيارة المراقبين العرب 19/1/2012 وخرج اكثر من خمس مظاهرات بالمدينة واكبرها كانت امام جنة المراقبين العرب حيث تم اعتقال واطلاق الغازات المسيلة للدموع اما اللجنة
• ذكرى مجزرة حماه 2/2/2012 حيث استطاع المتظاهرون السيطرة على شارع الوادي و23 شباط ودوار الدلة واستمر الحراك حينها 3 ايام متتالية وتم دهش احد الاطفال بسيارة تابعة للمن العسكري وتم تسجيل دخول العربات التابعة للجيش بدوار الدلة واطلاق الرصاص بالهواء لإخافة المتظاهرين وترويع الاهالي
• ذكرى قيام الثورة السورية 15/3/2012حيث سجلت المدينة اكثر من 10 نقاط تظاهر وتم خلالها اطلاق النار على المتظاهرين وسقوط اول شهداء للثورة السورية بالرقة 4 شهداء واكثر من 4 جرى ومنهم الشهيد علي البابنسي حيث تجمع الاهالي عند بيت الشهيد لحماية الجثمان من السرقة ومن ثم تشييعه حيث سجل بذلك اليوم اطول مظاهرة 20 ساعة تظاهر وبث تلفزيوني متواصل وخرج في التشييع اغلب سكان المدينة ليصل العدد لما يزيد عن 300 الف مشيع وعلى اثرها تم سقوط اعداد اضافية من الشهداء نذكر منهم حمودي القحطان ومصطفى الزنا حيث استمر الحراك لمدة 4 ايام وعلى اثره دخل الجيش للمدينة وقام بتقطيع المدينة وحملة كبيرة للاعتقالات قاربت 1000 شخص بالإضافة الى استشهاد 63 شهيداً واكثر من 100 مصاب برصاص الامن والجيش .
• التظاهرات الطلابية التي نشطت بالعام الثاني للثورة مثل : – تظاهرات مدرسة ابن خلدون والرشيد
– تظاهرات مدرسة حميدة وبلقيس للبنات
– تظاهرات كلية الهندسة المدنية بالرقة
– تظاهرات كلية الآداب بالرقة والهندسة الزراعية
وكان انخفاض وتيرة الحراك السلمي بالرقة بسبب قدوم الاف العائلات النازحة من بقية المحافظات للرقة الى ان وصل العدد برمضان 2012 الى ما يقارب 1.250.000 شخص قدموا للمحافظة خصوصا من بعد الهجمة الشرسة للنظام على دير الزور والتي ادت الى نزوح كبير من محافظة دير الزور للرقة ما تسبب بعبء على النشطاء الذين تحولوا الى نشطاء اغاثة على حساب الحراك السلمي ولإشعار النازحين بالأمان .
• تسجيل اكبر اضراب بتاريخ الثورة السورية بمحافظة الرقة حيث بلغت نسبة المشاركين بالإضراب 98% من المدينة لم يستطع الامن ولا الشبيحة كسر هذا الاضراب بتاريخ 29/12/2012 يضاف لها تظاهرات بشارع تل ابيض .
• تظاهرة جمعة ( الرقة الابية على طريق الحرية ) 22/2/2013 والتي سقط خلالها شهيدين وعدد من الجرحى وكانت بداية تحرير المدينة .
المرحلة المسلحة :
تأخرت محافظة الرقة كثيراً في العسكرة ولم يلجئ اليها اهلها الا من بعد سقوط الشهداء والياس الذي اصاب عدد من ناشطيها والذي عملوا الى تشكيل اولى الكتائب من اجل حماية المتظاهرين وحماية انفسهم .
اولى الاعمال العسكرية كانت بمحاولة استهداف تمثال المقبور حافظ الاسد الذي تسبب بمقتل العشرات من الشهادء في ذكرى الثورة السورية ولم تنجح عملية استهداف التمثال بتاريخ 9/4/2012
• سجل اول تشكيل كتيبة بالرقة بتاريخ 19/3/2012 باسم احفاد الرشيد واول العمليات كانت لكتيبة القادسية بريف مدينة سلوك بتاريخ تموز 2012 حيث ازداد عدد حاملي السلاح بالريف الشمالي رويدا رويداً
• تحرير مدينة تل ابيض بتاريخ 19/9/2012 ومعبرها مع الجانب التركي لتبدا عمليات تحرير الريف الشمالي بالكامل والزحف باتجاه المدينة
• تحرير مدينة الطبقة وريفها بالكامل بتاريخ 11/2/2013
• تحرير سد الرشيد ( الفاتح ) بتاريخ 3/2/2013
• تحرير مدينة معدان 18/1/2013
• تحرير مدينة الكرامة 27/11/2012
• محاصرة السجن المركز ومن ثم اعلان عمليات تحرير الرقة المدينة بمسمى غارة الجبار بتاريخ 2/3/2013 والتي كانت لمجرد ضرب المركز الامنية بالمدينة والمقار الامنية والتي انتهت بتحرر المدينة بتاريخ 7/3/2013 بعد سقوط اخر معاقل النظام بالمدينة الامن العسكري والامن السياسي بشكل نهائي بيد الفصائل المشاركة بعملية التحرير .
وبذلك باتت الرقة خارج سيطرت النظام بشكل كامل ماعدى مقارته المتبقية حينها وهي
– مقر الفرقة 17
– اللواء 93
– مطار الطبقة العسكري
مرحلة التحرير :
شهدت مدينة الرقة خلال الاشهر الاولى من تحريرها نشاط مدني واسع حيث تشكل في المحافظة ما يزيد عن 40 تجمع شبابي بالاضافة الى عدد من المراكز الاعلامي التي تنقل الوضع الميدياني بالمحافظة وتوافد العديد من الصحف ووكالات الانباء العالمية , وحاولت الجهات المدنية بالتعاون مع بعض فصائل الحر ادرات الحياة المدينة واستطاعت ان ترقى بالمدينة من حيث الخدمات الى الذروة حيث استطاع المجالس المحلية تقديم الخدمات بصورة قياسية بالمقارنة مع بقية المناطق السورية وحتى التي لازال قسم منها تحت سيطرت النظام لكن كل ذلك ترافق مع ازدياد تغول وانتشار للفصائل المتطرفة والتي نئت فصائل الحر وبقية الفصائل الاخرى الموجهة معها وباد حينها مسلسل الخطف الذي طال النشطاء المدنييين وعمليات الاغتيال والتي تبين بعد فترة ان تنظيم الدولة هو من كان يقف وراء كل تلك العمليات بهدف اسكات الشارع لما يقومون به من انتهاكات ولقمع حالت الاحتجاجات التي ظهر حينها جراء الانتهكات المرتكبة .
الى ان كانت المواجهة الاولى وبشكل مباشر ما بين فصيل احفاد الرسول مع تنظيم#داعش بحزيران 2013 والتي ادت الى تفجير محطة القطار بالرقة بسيارة مفخخة والتي كانت احد مقار احفاد الرسول ووقوع العديد من القتلى بصفوف المدنيين .
بدات من حينها عمليات الانقضاض على الفصائل الصغيرة ومحاولة الكتائب التوحد والتجمع خوفا من محاولات التنظيم السيطرة على المشهد بالكامل الى ان وصل الامر الى وجود 3 فصائل فقط هي
– حركة احرار الشام
– جبهة النصرة
– تنظيم الدولة الاسلامية #داعش
ومع الوقت ازدادت حالة التوتر الى ان بدأت المعركة ما بين حركة احرار الشام وجبهة النصرة ولواء ثوار الرقة حينها من جهة وتنظيم داعش من جهة اخرة وانتهت المعركة بسيطرة التنظيم على المحافظة بسبب انسحاب احرار الشام منها وكذلك عدم وقوف جبهة النصرة مع مقاتليها بالرقة وترك لواء ثوار الرقة حينها وحيداً بالمعركة ولتجنيب الخسائر الكبيرة بصفوف المدنيين انسحب اللواء لتصبح الرقة هي المحافظة الوحيدة المسيطر عليها من قبل اكثر تنظيم ارهابي عرفه التاريخ .
مرحلة الاحتلال من قبل داعش :
منذ سيطرت تنظيم داعش على محافظة الرقة بدا التنظيم بتطبيق مشروعه على المحافظة وتحويلها الى مدينة تعيش في القرن 14 للميلاد حيث اوقف التنظيم التعليم واصدر التنظيم عدة قرارات ضيقت من المرأة وعلى الطلبة ولاحق خلالها التنظيم النشطاء ونكل بهم واطبق الحصار على أي معلومة من شانها نقل صورة ما يجري بالمحافظة وباتت المحافظة نقطة مظلمة لا احد يعلم ما يجري بها وهنا كانت بداية انطلاق حملة تعرف العالم بما يجري بتلك البقعة من العالم وكانت باسم (حملة الرقة تذبح بصمت) وقد ساهمت الحملة في نقل كل ما يجري على الارض بالرقة من انتهاكات لتنظيم داعش والجرائم المرتكبة بحق المدينيين والاجراءات التعسفية والسرقات وما يعيشه اهل المدينة من فقر وضائقة مادية ولم تتجاهل الجرائم المرتكبة من قبل النظام بحق المدنيين من قصف لطائرته والمجازر التي تسبب بها قصف النظام للمدينة خلال الربع الاخير للعام 2014 والتي راح ضحيتها ما يقارب من 400 شهيد .
ارقام تقريبية :
– بلغ عدد المعتقلين من قبل داعش والمغيبين لديها قرابة 3000 شخص
– بلغ عدد المعقلين من قبل النظام قرابة 2000
– بلغ عدد المظاهرات بالرقة قبل التحرير 2000 مظاهرة
– بلغ عدد الشهداء قرابة 1500
– بلغ عدد الجرحى 4000 جريح
– عدد الاعاقات الدائمة 184
– عدد المتضررين بسبب ظروف الحرب ( منقطع رواتبهم من قبل النظام – منع اعمال من قبل داعش – فقدان اعمالهم ….) 85% من اجمالي محافظة الرقة .
– بلغ عدد المنازل المدمرة بسبب القصف 200 دمار كلي و1500 دمار جزئي .
– عدد صواريخ السكود التي اطلقت على محافظة الرقة قرابة 70 صاروخ .
غير مصنف
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.